أزيح في مدينة "بايو bayeux" الفرنسية، أمس الخميس، الستار عن النصب التذكاري للمراسلين الصحفيين، والذي يصادف الذكرى العاشرة لتأسيسه في محاولة لتخليد ذكرى ضحايا حرية التعبير عن الرأي في العالم.
ورفع الستار عن النصب بوجود السكرتير التنفيذي لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، كريستوف دولوار Christophe deloire، ولفيف عائلات الضحايا والصحفيين.
واختارت "مراسلون بلا حدود" في هذا العام، اسم الصحفي السوي ناجي الجرف، وعملت على تكريمه بحفر اسمه في النصب التذكاري عن الصحفيين الذين قضوا في 2015.
وعن هذا التكريم قالت زوجة الجرف بشرى قشمر لروزنة: "ناجي هو أحد الصحفيين السوريين الذين قضوا، ولكن هي لفتة جميلة أن يكرم في أوروبا حتى لو لم يعرفه أغلب الحاضرين بشخصه".
وتابعت: "توقعت أن آتي اليوم إلى هنا لأرى ناجي، ولكني وجدت عائلات لصحفيين آخرين يساندون بعضهم ويعزون بعضم بأقاربهم الذين فقدوهم، ولكن صناعة الحياة هي مسؤولية مشتركة، واليوم المرأة السورية هي تصنع الحياة باستمرارها".
النصب التذكاري السابق، كان قد احتضن اسم مراسل روزنة الصحفي محمد القاسم، الذي قتل في عام 2014 أثناء تغطيه للأحداث شمال سوريا.
وفي مبادرة أولى لهذا العام، أقام أهالي المفقودين من الصحفيين تمثالاً رمزياً بعنوان باسم "نصب تذكاري للصحفيين المفقودين"، يعكس ظلال شخص غير معروف للدلالة على من لم يعثر على جثثهم.
ومن الفعاليات المسائية، تم عرض فيلم عن الصحفي جيمس فولي والذي خطف على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا عام 2012 وقتل، كما ظهر في شريط فيديو بثه التنظيم عام 2014.
ويحكي الفيلم قصة الصحفي جيمس ووصوله إلى سوريا، لكن من وجهة نظر أصدقائه وأهله، وعرضت لأول مرة تفاصيل خاصة عن حياته في السجن عند التنظيم رواها الصحفيون الأجانب الذين كانوا معتقلين معه في ذات الزنزانة، ومنهم إدوارد الياس وديدي فرانسوا ونيكولا انين وبيير توري.
واستمر عرض الفيلم مدة ساعة و15 دقيقة، فُتح بعدها النقاش مع الصحفية الأمريكية نيكول تونج عن عملها في سوريا، والمخاطر التي يتعرض لها الصحفي، وعن دور الحكومات الغربية في حمايتهم.
وفي تصريح لروزنة قالت تونج: "ليس من السهل تقديم كل ما يحدث من واقع للإعلام، فالغرب يهتم بما تقدمه داعش وهناك أولويات للملفات التي يهتم بها وبالتالي كل شيء مرتبط بالسياسة".
واغتيل الصحفي السوري "ناجي الجرف"، يوم الأحد، الموافق 27 من شهر كانون الأول عام 2015، وذلك بعد أن تعرض لطلق ناري في رأسه، فيما لم تفصح السلطات التركية عن هوية المتورطين، أو أنهم ينتمون لتنظيم "داعش".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)