يُهرِّب السوري الفنلندي رامي أدهم، الألعاب والدمى إلى مدينة حلب، فهو يعرف تماماً كيف يرسم البسمة على وجوه الأطفال السوريين، حتى بات يلقب بـ"مهرب الدمى"، بسبب مساعدته للأطفال وسط معاناة الحرب.
ينحدر رامي (44 عاماً)، من محافظة حلب، ويعيش منذ عام 1989 في فلندا، وهو أبٌ لستة أطفال. يداوم منذ أربعة أعوام على السفر إلى حلب لتقديم العون. وحتى الآن قام بـ27 زيارة ضمن مشروعه، وسيقوم بالمزيد لاحقاً.
أسّس "مهرب الدمى"، موقعاً الكترونياً للحصول على التبرعات من أجل دعم مشروعه، ويقول في لقاء مع صحيفة "بيلد" الألمانية: "دمى الباربي حِمْلٌ ثقيلٌ جميل"، يضع مئة قطعة منها على الأقل في حقيبته، ويحشو بينها المئات من دمى الحيوانات القماشية، لحماية دمى الباربي من التكسر.
بعد الوصول إلى تركيا قادماً من هيلسنكي، يحمل الرجل 70 كغ من الدمى ليقطع بها المنطقة الحدودية مع سوريا مشياً على الأقدام. تستمر رحلة المسير 16 ساعة أحياناً.
يقول رامي، إن شكر الأطفال له، يحفزه على القيام بذلك دون كلل، مضيفاً: "لا أريد مقابلاً لجهدي سوى ضحكات الأطفال التي تشرق أمامي. يساعدهم الضحك على نسيان فقدانهم منازلهم ومدارسهم وحتى ألعابهم".
ويتابع: "لا يمكن وصف الشعور عند توزيع الدمى على الأطفال ممن كان عليهم العيش وسط حربٍ عمرها أطول من أعمار العديد منهم، الشعور الذي يشحذ همتي هو أن أقدّم لهؤلاء الأبطال الصغار، الذين يمثلون مستقبل سوريا، لحظةً لا يشوبها الخوف والتوتر".
عاد رامي مؤخراً من زيارة إلى حلب استمرت 12 يوماً، حيث سلّم دمىً لمأوى لاجئين كانوا قد غادروا مؤخراً مدينة داريا التي كان يحاصرها النظام السوري على مدى 4 سنوات. بعد الرحلة هذه لم يجد رامي طريقاً آمناً للدخول إلى الجزء المحاصر من حلب. يقول: "لا تسعفني الكلمات في وصف هذا العجز. ليس من السهل أن ترى مدينتك بهذا القرب، بعد أن قطعت أميالاً ولاطريق يوصل إليها. أشعر بأنني خذلت أصدقائي هناك، ولم أتمكن من القيام بشيء".
ويأمل "مهرب الدمى"، أن يتمكن قريباً من العودة إلى سوريا، إلا أنه يشعر بالتشائم: "لقد وصلتني أخبار أنّ أشخاصاً عدة أعرفهم قد ماتوا، ينتابني الخوف حقاً. إنني قلق مما ستحمله الزيارة القادمة".
عندما تتمكن من العودة ثانيةً، هل ستحمل معك الدمى من جديد؟ يجيب: هذا على رأس القائمة.