الروس يبتزون الأمريكان.. وفرنسا تعرف التفاصيل

الروس يبتزون الأمريكان.. وفرنسا تعرف التفاصيل
تحقيقات | 17 سبتمبر 2016

قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس الدكتور خطار أبو دياب، معلقاً حول تكتم الإدارة الأمريكية على بنود الاتفاق بينها وبين روسيا، إنه "من المستغرب التكتم على بنود هذا الاتفاق"، فيما اعتبر المعارض السوري وليد البني، أن "المأساة الحقيقية في الاتفاق الروسي – الأمريكي، هي أنه يجري بعيداً عن السوريين".

وأشار "أبو دياب"، في اتصال هاتفي مع روزنة، أنه "ربما يكون التكتم له صلة بالانتخابات الأمريكية، حيث لاترغب هذه الإدارة في الكشف عن آخر أعمالها في الأشهر الأخيرة لها، مما يوحي بعدم المصداقية تجاه الحلفاء الإقليميين كالحليف التركي أو السعودي أو حتى المعارضة السورية، خصوصاً أن واشنطن هي التي هرولت عبر كيري نحو موسكو في تموز الماضي".

وأوضح الدكتور خطار، ان "واشنطن التي كانت تتكلم عن الشق السياسي، في هذا الاتفاق والذي يتناول الانتقال السياسي والحكم الانتقالي، تناست ذلك، وباتت تتحدث مع الروس حول مكافحة الإرهاب والتركيز على الهدنة فقط، وفي هذا نرى أن هناك نوع من التلاعب والخداع".

وعن الجانب الفرنسي، وقدرته بالضغط على الولايات المتحدة وروسيا، للكشف عن جميع بنود الاتفاق، أشار أبو دياب، إلى أنه يعتقد أن "فرنسا لديها معرفة كاملة بجميع البنود، لكنها لكن تريد إحراج أمريكا علناُ أمام الرأي العام الدولي أو العربي والسوري".

وأضاف، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، أن "دول أوروبا إن كان بريطانيا أو فرنسا أو غيرها، تحاول تهميشها من خلال الاتفاق مع روسيا"، وتابع أنه "في اجتماع النواة الصلبة تبنى دول لأصدقاء الشعب السوري رؤية الهيئة العليا للحل في سوريا، فيما على مايبدو أن واشنطن تتعامل مع ذلك كأنها لا تسمع ولا ترى وهذا خلق كل هذا التناقض".

وأردف "أبو دياب" قائلاً: إن "الكلام الروسي اليوم عن اتهام الأمريكيين أنهم لم يلتزموا بتطبيق الاتفاق، وحقيقة الواقع على الأرض، وعدم وصول المساعدات بعد اليوم الخامس من وقف إطلاق النار، يثبت ان هذه الهدنة مصيرها مصير جميع الهدن التي قبلها".

من جانبه قال المعارض السوري وليد البني، إن "تصريحات الرئيس الروسي تجاه رغبة الأمريكان في حفظ سرية الاتفاق الأخير، تأتي في إطار عملية الابتزاز السياسي، وهناك عدة مواضيع عالقة بين الطرفين و ليس فقط الاتفاق بشان سوريا"، معتبراً أن "الروس يعمدون إلى طريقة إحراج الإدارة الأمريكية عندما يكون هناك خلافات في بعض القضايا، بتسريب بعض النقاط المتفق عليها".

وتابع البني، أن "المأساة الحقيقية في الاتفاق الروسي – الأمريكي، هي أنه يجري بعيداً عن السوريين..  المشكلة أن الروس يخبرون  النظام السروي بكل شيء، بينما لا يوجد طرف معارض تخبره الولايات المتحدة أو تستشيره على ما تتفق عليه.. واشنطن تعمد إلى فرض  ما تبقى من حلفائها من الفصائل المعارضة أو دول المنطقة الحليفة سابقاً للولايات المتحدة في المنطقة".

وأضاف البني، أن "الروس والأمريكان لم يتنبهوا إلى رؤية الهيئىة العليا للمفاوضات، والتي حسب رأي لم تقدم اي شيء جديد عن شروط قبول اتفاق فيينا أو الدخول في عملية جنيف".

وختم حديثه مع روزنة، بأن "الدول الكبرى هي من تضع الاتفاقات وتصورات الحل في سوريا، وليست الأطراف المتشابكة التي لا تملك القرار الحر من صياغة رؤيتها السياسية، والسوري بات يحلم اليوم فقط في إجراء انتقال سياسي، وتوقف الاستبداد في البلاد".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق