تمكن شقيقان مصابان بمرض الضمور العضلي، من الفرار تخوفاً من تقدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" شمال العراق حيث كانا يقطنان، باستخدامهما كرسي للمقعدين في رحلة "مروعة" عبر العراق، تركيا، ثم اليونان، وذلك بحسب (تقرير) نشر على موقع منظمة العفو الدولية.
كما نشرت "المنظمة الدولية لحقوق الإنسان" صوراً لكل من الأخ آلان محمد 30 عاماً، وأخته جيان 28 عاماً، أثناء رحلتهما الجريئة، حيث تمكنا وأخيراً من الهرب بعد محاولتهما الرابعة، وذلك بعد أن تعرضا لإطلاق النار من قبل الشرطة التركية على طول الحدود التركية السورية، خلال محاولات سابقة للفرار.
وقال آلان لمنظمة العفو الدولية: "الرحلة صعبة جداً على الأشخاص الطبيعيين، أما بالنسبة للمعوقين، فعبور الحدود أشبه بمعجزة".
وتظهر الصورة الشاب آلان، الذي كان بعمل مدرّساً في سوريا، مربوطاً بحصان على قمة جبل في كردستان العراق، وأخبر آلان منظمة العفو الدولية، أن شقيقته المعلمة سابقاً، كانت هي الأخرى مربوطة بحصان أيضاً.
كانت العائلة تقيم لأكثر من عام في كردستان العراق بعد نزوحهم من مدينتهم السورية "الحسكة".
وبعد فشلهم بالعبور إلى الأراضي التركية عدة مرات، قررت العائلة الهرب إلى تركيا بعد انتشار أخبار باقتراب داعش من كردستان العراق، وإحساسهم أن الحياة لم تعد آمنة هناك، وبعد أن وصلت العائلة إلى تركيا، دفعت للمهربين للحصول على مكان على متن قارب صغير إلى جزيرة (خيوس) اليونانية.
يقول آلان: "استغرقت الرحلة 4 ساعات، وفي كل مرة كنت أنظر حولي؛ كنت أرى الأطفال والرضّع يبكون على متن القارب في عرض البحر، هذا كان بغاية الصعوبة عليّ".
وصلت عائلة آلان إلى الشواطئ اليونانية في 12 آذار، وتم نقلهم إلى مخيم اللاجئين، حيث عاشوا هناك 6 أشهر. يقول آلان: "أفضل وقت لي خلال اليوم كان عندما أقوم بتدريس اللغة الإنكليزية للأطفال"، ويضيف: "قررت تعليمهم لأنهم لا يفعلون أي شيء مهم هناك غير اللعب".
قبل مغادرة العراق كان آلان يسمع أن أوروبا تفتح حدودها أمام اللاجئين، ولكن عقب عدة هجمات "إرهابية" في فرنسا وألمانيا وبروكسل، فرضت العديد من البلدان الأوروبية قيوداً أكثر صرامة على طالبي اللجوء، خوفاً من تسلل عناصر من تنظيم "داعش" إلى أوروبا في زي لاجئ.
وقالت "مونيكا كوستا"، المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية: "هذه القصة تُظهر مدى قوة اللاجئ ومرونته، ولكنها تدل أيضاً على فشل الدول الأوروبية في تقديم الأمان لهؤلاء الناس الذين يفرون من الاضطهاد والحروب في بلدانهم".
ومع ذلك فإن آلان لم يفقد الأمل حينها بأنه سيصل إلى ألمانيا، وأن عائلته ستحيا حياة طبيعية، يقول: "لديهم عائلة، ولديهم وظيفة، هذا ما كنت أحلم به".