تركيا.. كل شيء عن السكن الشبابي

السكن الشبابي
السكن الشبابي

اجتماعي | 05 سبتمبر 2016 | نزار محمد

انتشر في تركيا خلال السنوات الماضية، ما يعرف بـ"السكن الشبابي"، للتغلب على مشكلة الإيجار وتكاليفه، والتي تواجه الكثير من الشباب السوريين، خاصة الذين لا يحصلون على رواتب عالية، كالطلاب والعمال. 

غير مناسب للدراسة

اقرأ أيضاً: هل عانيت من السكن الشبابي في استانبول؟


اضطر فواز ابن ريف حلب الشرقي، إلى الانتقال نحو تركيا بعد أن خسر دراسته بجامعة حلب، بسبب سوء الأوضاع المعيشية وتردي الوضع الأمني، ليواجه تحديات جديدة!

أول التحديات كان في إيجاد منزل ليسكن فيه وحده، بسبب غلاء الإيجارات التي تفوق دخل الفرد الواحد إذا ما كانت طبيعة عمله تدر عليه أجراً قليلاً، ما أجبره على السكن مع شبان آخرين في منزل مشترك يدفع معهم كل شهر جزء من الإيجار، ليوفر ما تبقى من راتبه له.

يقول فواز: "أنا مقيم في مدينة غازي عنتاب حالياً بعد خروجي من سوريا بسبب الأحداث، واجهتنا بالبداية الكثير من الصعوبات مثل تأمين السكن والعمل، خاصة أن هناك أماكن للسكن غير مناسبة أبداً للدراسة أما العمل فيستغرق أحياناً وقتاً طويلاً".

ويضيف: "لو أعمل بشكل مضاعف لن أستطيع دفع إيجار منزل لوحدي، وما يزيد من مشاكلي هو أنني أعمل وأدرس في ذات الوقت".

ويؤكد فواز أن الكثير من الصعوبات تمرّ على أيّ أحد يفكر بالاستقرار في تركيا، لكنه يتأمل في ذات الوقت أن تتحسن ظروفه مع مرور الأيام ويتمكن من استئجار منزل لوحده.

يبدو أن المشكلة تواجه طبقة كبيرة من السوريين في تركيا، مثل أمجد الذي ترك دراسته في كلية الحقوق بجامعة الفرات وانتقل إلى تركيا للعمل، وبسبب قلة الدخل الذي يتقاضاه ولا يتجاوز 1100 ليرة تركية حسب حديثه، اضطر إلى الاشتراك بالسكن مع أصدقاء له.

"السكن المشترك لا يوفر أدنى مقومات الراحة والاستقلال، فلا أملك في المنزل المكون من غرفتين إلا زاوية صغيرة أضع فيها أغراضي وكتبي"، يقول أمجد، ويضيف: "تحدث العديد من المشاكل أيضاً بسبب توزيع المهام فيما بيننا مثل الطبخ والجلي وجلب الأغراض من الخارج".

انتشار السرقة

اقرأ أيضاً: سوريون في تجمعات للمعامل التركية: ساعات عمل طويلة ورواتب قليلة ولا تأمينات


من يشترك بسكن شبابي عليه أن يعرف مع من يسكن قبل أن يبحث عن المنزل الجيد، هكذا يرى شريف أحد الشبان الذين يسكنون في مدينة اسطنبول ضمن القسم الأوروبي، حيث يستأجر مع ثلاثة أصدقاء له غرفة ضمن سكن شبابي.

يقول في حديثه لروزنة: "أهم الأمور التي يجب على الشخص أن يحذر منها هي عمليات النصب والسرقة التي تحدث ضمن السكن الشبابي، فغالباً من يشترك بالسكن لا يعرف مع من يقطن، أصله، سمعته، من أين هو، ماذا يعمل، وللأسف وقع العديد من السوريين ضحية محتالين في السكن".

وعن أساليب بعض المحتالين يوضح: "نُصب على بعض الشبان في مجالات تأمين العمل، أو اقتراض بعض المال، أو السرقة، ففي مجال العمل، تنتشر مهنة في اسطنبول يتبعها بعض السوريين، وهي تأمين عمل للشخص مقابل دفع كمسيون، وأعرف بعض الشبان الذين دفعوا قبل أن يحصلوا على فرصة عمل".

يظل السكن الشبابي رغم إيجابياته مصدر قلق لمن يقطنه، سيما أنه لا يوفر راحة البال، حسب حديث الشاب فايز، الذي يعيش مع 10 شبان في منزل واحد!

"كل 5 أشخاص ننام بغرفة، إلى درجة أنه لا يمكن لأحد أن يتحرك أثناء فترة النوم، ورغم توفر الخدمات الأولية من ماء وكهرباء وانترنت لكن راحة البال مفقودة"، يؤكد فايز.

ويتابع: "حدثت عدة سرقات وسمعت بقصص كثيرة، لكن السكن الذي أقطن فيه، حدثت سرقات قليلة، مقارنة بما يحدث في غير سكنات شبابية".

السكن كمشروع

اقرأ أيضاً: بالصور: نكبة من القذارة والصراصير في المدينة الجامعية بدمشق


بدأت معظم مشاريع السكن الشبابي، في مدن تركيا عدة، وخاصة بالجنوب، برأس مال بسيط لا يتجاوز الألف دولار وتوفير بعض الأثاث، مع نيل الموافقة من صاحب المنزل بأن يحوله المستأجر إلى سكن شبابي.

أبو شام شاب كان يقطن بسكن شبابي في اسطنبول، يقول لروزنة: "بعد أن جربت السكن الشبابي، فكرت في أن افتتح سكناً شبابياً في أنطاكيا، خاصة أن هنالك الكثير من الشبان يحتاجون إلى سكن شبابي يوفر عليهم بعض المصاريف".

وعن ظروف من يستأجر بالسكن الشبابي، يجيب أبو شام: "من يشترك بالسكن الشبابي، إما أن يكون لوحده في تركيا وجميع أهله في سوريا، أو يكون موقع سكن عائلته بعيد عن مكان عمله فيضطر إلى الاشتراك بالسكن الشبابي، وهذه الحالات واجهتني كثيراً أثناء قيامي بالمشروع".

ويوفر السكن الشبابي للشباب، المنامة وأثاث المنزل والوسائل التي يستخدمها الشخص بحياته اليومية مثل الكهرباء والماء والانترنت، لذلك يعتبر مصدر توفير للشباب، فيكلف الشاب بين العشرين والمئة دولار شهرياً، وأحياناً تصل لأكثر من ذلك بحسب الخدمات.

وتتنوع خدمات السكن الشبابي حسب السعر والمنطقة، حيث يقول أبو شام: "هناك سكن شبابي يقدم خدمات ممتازة مثل غسيل الملابس وكأنك تجلس في فندق، لكن مقابل ذلك هناك سعر مرتفع، بينما هناك سكن شبابي ترى بالغرفة الواحدة ما لا يقل عن خمسة مشتركين لكن سعر الاشتراك الشهري قليل جداً".

يحلم العديد من الشبان السوريين المنتشرين في مختلف أنحاء تركيا ويعملون بأشغال شاقة، بالعودة إلى سوريا أو تطوير أنفسهم والحصول على فرص عمل أفضل تمكنهم على الأقل من استئجار منزل مستقل


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق