أعلن الطبيب تيسير الزعبي، "اعتزاله الثورة " في درعا رداً على إخلاء داريا من المقاتلين والأهالي بموجب اتفاق بين الفصائل المقاتلة في المدينة والنظام السوري نتيجة ما أسماه "خذلان" فصائل درعا لداريا، داعياً إلى إضراب شامل في حوران في الأول من أيلول المقبل ضد "عبدة الدولار".
روزنة التقت بالطبيب تيسير، الذي قال إن السبب الرئيس لـ"اعتزاله الثورة" هناك، هو "تخاذل الفصائل المسلحة سواء في المنطقة الجنوبية أو في ريف دمشق لفك الحصار عن داريا".
وعن الأسباب غير المباشرة؟ يقول تيسير: "منذ بداية الثورة السورية وإلى الآن حصلت تراكمات كثيرة دفعتني للتخلي عن الثورة بينها عدم الرضا عن أخطاء الفصائل المسلحة والخلافات الداخلية بينهم، فضلاً عن غياب التنظيم والإدارة في المناطق المحررة بمدينة درعا وريفها، وعدم وجود الرادع القانوني المتمثل بدار العدل في منطقة حوران".
إعلان الطبيب وجد صدىً لدى السوريين، وتداوله كثيرون بترحيب واسع، بعد أن نشر الزعبي "إعلان اعتزاله" على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وقال فيه: "أعتذر من جميع المحافظات السورية ومن وقف معنا، أعتذر من داريا أول مدينة وقفت معنا، لقد خذلناكم.. سامحونا، أنا الدكتور تيسير الزعبي أعلن اعتزال الثورة بدرعا بعد ما باعها عبدة الدولار والدرهم والجلوس ببيتي، حتى يأتي أمر الله".
لا دور للحكومة المؤقتة في درعا
أكد الزعبي "عدم وجود أي دعم يذكر من الحكومة السورية المؤقتة على غرار بقية المناطق المحررة في سوريا"، وأضاف: "لم نر من الحكومة المؤقتة ووزارة الصحة التابعة لها سوى الاسم!".
وأوضح أن "الحكومة لم تأخذ دورها الفعال في تنظيم العلاقات مع دول الجوار خاصة الأردن، كما لم تسعى لإدخال الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة إليها، في حين يتم دخول الأطباء من كافة الجنسيات إلى مدينة حلب، رغم أن حلب ودرعا لهما منافذ حدودية مع دول الجوار".
أما عن علاقة الأطباء مع الفصائل المسلحة المتواجدة على الأرض يقول الطبيب: "في بدايات الثورة كان هناك تعاون كبير جداً ومثمر، أما الآن فهو تعاون قليل جداً"، وألقى الزعبي باللوم على الأطباء قبل الفصائل المسلحة "لأن الأطباء يعتبرون الطبقة المثقفة التي واكبت العمل المسلح منذ البداية والآن باتت الفصائل بعيدة عنا ونحن بعيدون عنهم ".
لم يخف الطبيب الدرعاوي ندمه لـ"اعتزاله العمل الثوري" بعد أن كان مشاركاً في الثورة كأي مواطن سوري أكثر من كونه طبيباً لكن ندرة الأطباء أجبرته على التحول للعمل في المجال الطبي وابتعاده عن فعاليات الثورة يوماً بعد يوم، ويضيف: "غيابي عن العمل الثوري كان له سلبيات كثيرة، أنا أجد نفسي كمواطن عادي ثوري مثقف أكثر من كوني تيسير الزعبي طبيب الثورة".
إضراب كامل في حوارن
ودعا الزعبي في بيان له في "فيسبوك" كافة الفعاليات الثورة في حوران إلى إضراب شامل لتخاذل الفصائل المسحلة في فك الحصار عن داريا، وكتب: "لنا تاريخ 18 آذار، فلنجعل 1 أيلول يوماً لعودة أمجاد حوران، يوم إضراب شامل بحوران لنثبت للعالم ولأهل داريا أن أهل درعا للعهد باقون.. وهو يوم ضد عبدة الدولار، هذه وصيتي.. اليوم بينكم وغداً الله أعلم".
ويعتبر تيسير الزعبي أول طبيب اعتقله النظام السوري في درعا، بعد أن قام بتصوير وشرح الفيديو لتعذيب الطفل حمزة الخطيب.
وانطلقت مظاهرات في مناطق مختلفة من درعا، عشية إعلان الاتفاق في داريا، نددت بما أسمته "تخاذل قادة فصائل درعا، عن نصرة مدينة داريا"، وهتفوا بعبارات مثل "يا للعار يا للعار.. يسقط قادة الدولار".