جرابلس.. المدينة متعددة الأعراق

جرابلس.. المدينة متعددة الأعراق
تحقيقات | 26 أغسطس 2016

تقع مدينة جرابلس أقصى شمال سوريا، على بعد 125 كم شمال شرق مدينة حلب، وتعتبر أول مدينة يدخلها نهر الفرات آتياً من تركيا، تصدرت العناوين الإخبارية مؤخراً، مع بدء فصائل المعارضة السورية، عملية "درع الفرات"، ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بدعم من الجيش التركي، وتمكنها من السيطرة عليها.

يقول الفنان التشكيلي "عبد اللطيف الجيمو"، لـ"روزنة" إن مدينته جرابلس، تتميز "ليس بجمال طبيعتها فحسب، بل تعدد الأطياف والأعراق، ومزيج القوميات التي تعيش فيها، المدينة تقطنها غالبية عربية، ولكنها تضم نسبةً من الأرمن ويسكنها تركمان وأكراد، ويسودها أجواء من التعايش بين كافة المكونات التي تسكنها".

في آذار 2011، ومع بدء الثورة السورية واندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري، أسس ناشطون من المدينة مجموعة "أحرار جرابلس" واقتصر عملها على الإعلام، ونقل ما تشهده المدينة من أحداث، وفي تموز 2012 سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية بعد معارك مع قوات النظام السوري، وفي أيار 2014 تمكن تنظيم "داعش" من السيطرة على المدينة.

يتابع "الجيمو": "خلال الثورة السورية، اشتهرت جرابلس بكونها مدينة العقيد المنشق يوسف الجادر (أبو الفرات)، ولكنها غيبت لاحقاً وغالباً بسبب موقعها الاستراتيجي المهم، فنهر الفرات يحميها من المنطقة الشرقية". 

ويستبعد "الجيمو" حدوث صدامات بين مكوناتها، بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها، خاصةً وأن "هناك حالات زواج بين قوميات وطوائف مختلفة، الأرمن موجودن فيها منذ 30 عاماً، ويبدو واضحاً أيضاً في تراث المدينة الغنائي الذي تختلط فيه اللغة العربية والكردية والأرمنية والتركية، خاصة ان قربها من الحدود جعلها تتأثر بالطابع التركي"، كما يقول.

وعن تأثير جرابلس على لوحاته، يتابع "عبد اللطيف":" كان للمدينة بصمة واضحة في رسوماتي، كنت متأثرا جداً بطبيعتها، قبل الثورة، خاصة وأنني عشت قرب نهر الفرات وأمضيت أوقاتاً طويلة على ضفافه، لكنها لاحقاً ارتبطت بالسواد والموت والعنف، وغاب اللون الأبيض الناصع عنها". وأردف "هناك أمل الآن بعد خروج تنظيم داعش منها، بأن تعود إليها ألوانها الحقيقية".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق