شكلت سيطرة قوات النظام السوري على طريق الكاستيلو، شمالي حلب، التهديد الأكبر لمناطق المعارضة بالمدينة، وفتحت الباب أمام حصار خانق، لكن بدأت قوات المعارضة معركة فك الحصار من طريق آخر غير الكاستيلو ونجحت، فلماذا قامت بذلك؟ ولماذا لم تستطع فتح الطريق مجدداً وحولت إلى غيره؟
صعوبة الكاستيلو!
استطاع جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب، شق شريان آخر لأحياء المعارضة في حلب، عبر الجهة الجنوبية الغربية للمدينة، وبقي الكاستيلو مغلقاً، فيما يبدو أنه تغير بمعادلة "طرق الإمداد" للسكان المهددين بالحصار.
اقرأ أيضاً: قتلى مدنيون بغارات روسية على الكاستيلو.. وجنود فرنسيون إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية
بحسب مصدر خاص، تتواجد حشود كبيرة للنظام حول الكاستيلو، مدعومة بمسلحين من جنسيات مختلفة، مضيفاً:" الدنيا كلها عم تقاتل بحلب، هناك سوريون، لبنانيون، إيرانيون، أفغان، عراقيون وروس".
أهمية الشريان الوحيد
منذ دخول قوات المعارضة السورية إلى مدينة حلب عام 2012، وسيطرتها على مناطقها الغربية، كان طريق الكاستيلو من أهم المنافذ لتلك المناطق، ولطالما اعتبر الرئة الوحيدة لها، حيث يقع شمال المدينة، وهو الممر الأهم لوصول المساعدات والبضائع من تركيا إلى مناطق المعارضة.
ما هي أهداف المعارضة من المعركة؟ يجيب الناشط لؤي أبو الجود: "الهدف الأول فك الحصار عن المدنيين بسبب عجز المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن ذلك، هناك 342 الف نسمة في حلب، بسبب عجز المجتمع الدولي، قررت الناس أن يكون فك الحصار بشكل عسكري".
وبحسب أبو الجود، كان الكاستيلو شرياناً أساسياً لمدينة حلب يوصلها بالريف الشمالي والغربي، ويعد امتداداً للحدود التركية، مضيفاً: "ازدادات أهميته بسبب الضغط على المدينة بعد سيطرة النظام على باشكوي وحندرات حوله، وإطباق الحصار بشكل كامل على مناطق حلب، بعد سيطرة النظام على الكاستيلو".
يؤيده بالرأي، أبو محيو الكردي، بقوله: "الكاستيلو هو الشريان الوحيد للبضائع والدواء والمحروقات، هو أهم طريق للمدينة، حالياً لا يوجد امكانية لنقل أي شيء عبره".
تسيطر حتى اللحظة، قوات النظام على مناطق حول الكاستيلو، وكذلك قوات المعارضة، ووحدات "حماية الشعب" الكردية، فيما بقي دوار الليرمون فاصلاً بين تلك القوى وقواعدها.
خيار الجنوب ليس جديداً رغم المفاجأة!
حين أعلنت غرفة عمليات فتح حلب، وغرفة عمليات جيش الفتح، بدء معركة حلب الكبرى يوم الأحد 31 تموز الماضي، توقع الجميع أن يكون الهجوم عبر الكاستيلو، لكن تفاجأ النظام، بأن المعارك بدأت من جنوب غربي المدينة.
حول ذلك يقول الناشط المدني أبو محيو الكردي: "موضوع فتح المعركة من الجنوب كان مطروحاً لفتح الطريق نحو حلب، حيث كانت هناك عدة محاولات قبل قطع الكاستيلو من قبل النظام، لأنه يضع كل ثقله وميليشياته فيه، خاصة بعد سيطرته على خان طومان والوضيحي وبعض المناطق".
وبحسب الكردي، فإن خيار بدء المعركة من الجنوب يعود للمقاتلين المعارضين، فطريق الكاستيلو ومنطقة الملاح القريبة منه، تعد مناطق جغرافية صعبة وهي مكشوفة لقوات النظام، حيث تمت تسويتها بالكامل بسبب القصف المتصاعد منذ شهرين، من الطيران الروسي.
نجحت المعارضة بفك الحصار يوم السبت الماضي، وفتحت طريقاً آخر غير الكاستيلو، لإمداد مناطق سيطرتها غربي حلب، هذا الطريق صلة وصل، بي أهل إدلب وأخوتهم في عاصمة الشمال السوري.