كيف نتكلم مع الأطفال عن العنف والإرهاب؟

كيف نتكلم مع الأطفال عن العنف والإرهاب؟
تحقيقات | 06 أغسطس 2016

يحتاج الأهل للإجابة على أسئلة الأطفال القلقة حول ما يجري حولهم من عمليات إرهابية أو تفجيرات، فكيف يمكننا أن نتعامل مع أطفالنا، وهل علينا أن نتكتم أمامهم؟ أم نتحدث بإيجاز؟ أو نصرف الانتباه؟، وما هي أفضل الطرق للرد على أسئلتهم.

في مقاله المنشور في صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، يشرح الكاتب "أنسبرت كنانيب"، مشرف قسم مجلة أخبار الأطفال، في الصحيفة ذاتها، بعض الطرق للتعامل مع الأطفال.

"هذا الأمر لايعنيك".. إنه جواب خاطئ

ينشأ الخوف بالدرجة الأولى نتيجة عدم المعرفة. عندما يقع حدث مروع، تنشغل وسائل الإعلام به ويتحدث البالغون عنه. أنها كم من المعلومات ينهمر على الأطفال. ما هو إلا فتات بالنسبة للعديد من الأطفال. دفق مستمر من المعلومات لا يستطيعون أن يكونوا فكرة عنها.

كما أن تجنب البالغين التفكير بهذا ليس بالأمر السهل. والأطفال أيضاً لا يمكنهم ذلك، هنا تبدأ المخيلة بالعمل. كما حصل مع ابني في احداث أيلول حيث التقط تفصيلاً صغيراً، وكان منشغلاً به طوال الليل،من أجل أن يفهم هذا الجزء من اللغز. حتى البالغين ينتابهن الشعور بالتشويش، كل شيء سيصبح أسوأ، العالم سيصبح خراباً. طبعاً يدرك الأطفال هذا. هنا يفيد الصدق والاتساق. "هذا الأمر لايعنيك" هو جواب خاطئ تتم به إجابة جميع الأطفال.

يمكن للمرء أن يقول بهدوء: "نعم، تحدث كثيراً أمور مروعة" لكن يجب المتابعة والقول: "الأخبار تنقل القصص التي تحدث بشكل استثنائي. إذا الأخبار لا تعرض ما هو حال العالم. الأخبار تعرض ما هو غير عادي في العالم. بالفعل لا يحدث شيئاً في أغلب الأماكن في العالم وفي أغلب الأوقات. فقط عندما يحدث شي ما تقوم حينها الأخبار بعرضه."

ماذا نقول عندما عندما يسأل الطفل عن التفاصيل؟

على الأهل أن يعطوا الطفل وقتاً للحديث مع الطفل. لأنه يخاف من حصول نفس الأمر معه. لذلك من الضروري أن يتمكن الطفل من الحديث عن مشاعره ومخاوفه. ومن الضروري سؤال الطفل كا الذي سمعته عن الأحداث؟ بماذا تفكر؟ ما الذي يشغلك؟  اذا رفض الطفل طرح أسئلة لا تجبره على ذلك، وإنما أخبره أنه يستطيع السؤال من جديد عندما يريد.

يمكن تقديم شرح هادئ للطفل حتى عن هجوم مثل جريمة القتل العشوائي التي حدثت في ميونخ، دون التطرق طبعاً للتفاصيل العنيفة. بطريقة بعيدة عن الإثارة: "قام شخص بإطلاق النار في سوق تجاري، ومعظم الناس تمكنوا من النجاة، وقليل منهم لم يتمكن للأسف." بهذا الشكل نوضح أن شيئاً شنيعاً قد حدث بالفعل.

تتفاوت الرغبة بمعرفة التفاصيل حسب عمر الطفل. نصيحتي: إروي بعضها. من ناحية ترضي حب الفضول والمعرفة لدى الطفل وضرورة الحديث عن الحادث. إلا أنه يمكنك، من ناحية أخرى، توجيه المخيلة باتجاه محدد. على سبيل المثال: حدثه أنّ "أعداد كبيرة من الشرطة كانت متواجدة في المكان، وأنه تم إيقاف المواصلات، لمنع المهاجم من الفرار."

لماذا يقدم بعض الناس على عملٍ كهذا؟

يبقى السؤال عن دوافع هذا العمل؟ لقد كان المهاجم مريضاً أو  إنه إرهابي يريد نشر الخوف لأهداف معينة، إنها أجوبة بالطبع غير مرضية أو مقنعة. وأنا شخصياً لاأعرف الإجابات الصحيحة وهذا ما يمكن لشخص أن يقوله أيضاً أمام الطفل.

من الضروري الحفاظ على التواصل، أصغي لطفلك عندما يعبر عن مخاوفه. "أنا أتفهمك، إنه أمر حزين. إنني بجانبك، تعال وخليني ضمك."

في أي عمر يمكن لطفلي مشاهدة الأخبار؟

من حيث المبدأ، من غير المناسب للأطفال تحت سن العاشرة مشاهدة الأخبار. حيث لا يمكنهم فهم ما يجري ووضعه في سياق معين. الصور أو الفيديو تترك أثرا شديداً على الأطفال، كصور المصابين أو الثياب الملطخة بالدم أو الوجوه المذعورة تدعل الطفل في حالة من التوتر. بكل الأحوال لا يجب السماح للأطفال فوق عشر سنوات مشاهدة الأخبار بمفردهم، يجب على الأهل البقاء جنب الطفل لشرح وتقديم إجابة مناسبة على الأخبار. 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق