تستعد مرام الطالبة الجامعية، لاستقبال عيد الفطر الرابع لها في بلاد اللجوء، ولا تنسى أي تفصيل من طقوس العيد في بلدها سوريا.
يستقبل اللاجئون السوريون في إقليم كردستان العراق، عيد الفطر، للمرة الرابعة وهم تحت خيم اللجوء، عام عن عام يتضائل أملُهم بالعودة، فاضطروا للتأقلم مع الوضع الحالي.
مرام العبد طالبة جامعية، تسكن في أحد مخيمات كردستان العراق منذ أربع سنوات، تؤكد أنها عاشت بعض الطقوس الرمضانية في المخيم. مضيفة: "في المخيم توجد أشياء من بلدنا كـ المسحراتي والمأكولات السورية، أعتقد أننا تأقلمنا ونحن ننتظر العودة".
نسخة رمضانية لاجئة!
رغم مرور أعوام على هجرة الناس، إلا أنهم بقوا محافظين على أجوائهم في الحياة اليومية، فمثلا لم تنقطع المشروبات الرمضانية من حياتهم كالعرق السوس والتمر هندي، وكذلك لم ينسوا الاستعداد للعيد.
جوان خالد بائعُ المشروبات والعصائر في مخيم " كوركوسك" بإقليم كردستان، افتتح محلاً للعصائر بالمخيم منذ عامين، ويقدم مختلف أنواع المشروبات.
ماذا عن عمله في رمضان؟ يجيب خالد: "بقدوم شهر رمضان والعيد نصنع العرق سوس والتمر هندي أيضاً، لأنها مشروبات أساسية على المائدة السورية، حتى إن العراقيين أصبحوا يطلبونها، نصنعها يدوياً ونقوم ببيعها".
عوائق قبل العيد!
قلةُ المياه وانقطاع الكهرباء تثقل كاهل اللاجئين في هذا الصيف، خاصة وأن الحرارة مرتفعة جداً في الإقليم العراقي، فالكهرباء في كافة مدن الإقليم تعتمد ُعلى التقنين، حيث توزع الساعات اليومية بين الكهرباء الحكومية وكهرباء المولدات التابعة للقطاع الخاص.
أما المياه فتعتمد على الآبار، لكل منطقة أو حي بئر مشترك، يضاعف من تقليل المياه والكهرباء في مخيمات اللاجئين السوريين، التي أنشئت بعيدة عن المدن.
"أمورنا جيدة لكن استمرار قطع الكهرباء والمياه تجعلنا في مآساة، خاصة في فصل الصيف واستقبال المناسبات والأعياد"، يقول أحد اللاجئين، مضيفاً: "أربيل معروفة بدرجات حرارتها العالية صيفاً لدرجة أن الماء أحيانا تنقطع ليوم كامل أو يومين".
كردستان بنكهة سورية
رغم الظروف يجتهد اللاجئون في صنع حياة خاصة بهم، تجعلهُم مضرب مثل من قبل سكان الإقليم.
ففي مخيم دوميز التابع لمدينة دهوك يوجد 900 محل تجاري، أنشأها اللاجئون السوريون لأنفهسم، وفي أربيل نقل السوريون أجواءهم فاستقطبوا السكان إلى محالهم لشراء الحلويات السورية وتذوق الطعام السوري.
التقت روزنة بخالد محمد أمين صاحب حلويات الشام، أو شيريني شام، كما يسمونها الكرد هنا في أربيل، الذي أكد أنه يقدم كل أنواع الحلويات السورية.
يقول محمد: "الإقبال كثير لأنه لم تكن موجودة في كردستان أكلات مثل، المدلوئة بالقشطة، كنافة نابلسية، كنافة عثملية".
ويلاحظ هذه الأيام في مخيمات كردستان، بعض المحاكات لطقوس ما قبل العيد في سوريا، ثمة بعض التسوق لشراء الملابس، وصناعة الحلويات، بحسب الإمكانات المتوافرة.