4 أسباب أبعدت طقوس رمضان عن الحولة!

4 أسباب أبعدت طقوس رمضان عن الحولة!
تحقيقات | 01 يوليو 2016

تعيش أم بلال طقوس رمضان تحت أشجار الزيتون، في الحولة بريف حمص الشمالي، تتناول وجبات الإفطار هناك، لأسباب عديدة!

إفطار في الغابات!

تعاني الحولة من حصار منذ أكثر من 7 أشهر، وتشهد دائماً قصفاً لطيران النظام السوري على مناطقها، ما تسبب بتغيير الكثير من العادات، وخاصة في رمضان.

أم بلال وغيرها من السيدات، وجدن حلولاً بديلة، لتفادي مخاطر القصف، حيث يخرجن نهاراً إلى براري الحولة ويعدن إلى منازلهن بعد غروب الشمس. خوفاً من القصف على بيوتهن.

تقول أم بلال: "أخرج من منزلي في الصباح الباكر بإتجاه الأشجار على أطراف المدينة، أحمل طعامي وشرابي وأمكث هناك حتى مغيب الشمس، واضطررت للإفطار في أول أيام رمضان تحت الأشجار".

وتؤكد، أن حالها هذا مستمر منذ أكثر من شهر، متسائلة: "هل سأمضي باقي رمضان على هذا الحال".

نزوح أكثر من مرة 

ثمة سبب آخر أبعد طقوس رمضان السورية عن الحولة، العائلات التي فضلت الإفطار في منزلها، تعيش الطقس ناقصاً. فالقلق سيد الموقف.

أم عبد الله، تجبرها غارات الطيران على النزوح من منزلها عدة مرات في اليوم الواحد، تعود قبل الإفطار لتحضير الطعام وتناوله في المنزل، ولا تشعر بمتعة الإفطار بسبب الخوف.

"القصف مستمر يومياً على الحولة، أحياناً أضطر للهروب إلى البراري والأشجار، وأحياناً أختبئ في المنزل". تقول أم عبد الله، وتضيف أن الوضع ازداد سوءًا في الحولة، خصوصاً مع قدوم شهر رمضان. فالنزوح والهروب من القصف عدة مرات، يتطلب جهداً وهو ما يبدو صعباً جداً على الصائمين. ما دفع بعضهم للإفطار.

جمع المحصول يشغلهم عن رمضان!

ثالث الأسباب التي أبعدت تفاصيل رمضان عن الكثير من أهالي الحولة، هو الضرر الكبير بمحاصيل المزارعين بسبب القصف، دفع الأهالي للإبكار في جمع المحصول، خشية حرقه، فانشغل بعضهم عن رمضان كلياً .

تؤكد هبة إحدى سكان المنطقة الأمر، موضحة: "ذلك جعل التحضيرات لرمضان ضعيفة جداً مع الإنشغال بجمع المحصول". وتضيف هبة أنها بسبب الانشغال في جمع المحصول، لم تعد تملك طاقةً ووقتاً لممارسة طقوس رمضان كاملة. فإنقاذ موسم الحصاد يبدو أهم عندها وعند الآخرين. 

الحزن أيضاً 

مرت الحولة بأحداث مدوية في السنوات السابقة، وشهدت قصفاً من قبل طيران النظام السوري، ومجازر راح ضحيتها مئات الضحايا. 

كما اندلعت العديد من المعارك وفرض عليها حصار قاس، ولا يكاد يخلو بيت فيها، من قتيل أو معتقل أو جريح، ما انعكس على أجواء رمضان بالحولة، التي يقطنها حالياً نحو 70 نسمة.

هيثم شاب من أبناء الحولة، فقد أخاه قبل شهرين من الآن في قصف روسي، يقول: "بهجة رمضان كلها ذهبت، حيث أن اجتماع الأهل على سفرة الإفطار أو السحور يذكرنا بأخي، مايجعل لرمضان غصة في قلوبنا".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق