اللاجئون يفتقدون المسحراتي!

اللاجئون يفتقدون المسحراتي!
تحقيقات | 01 يوليو 2016

يفتقد اللاجئ السوري محمد، صوت "المسحّر" بعد منتصف الليل في رمضان، فمخيم "نيزّيب" للاجئين السوريين جنوبي تركيا، لا يشبه سوريا بتفاصيلها الرمضانية الأليفة أو طقوسها المعتادة.

"يا نايم وحّد الدّايم"، الجملةُ المعتاد سماعها فجراً من "المسحراتي" في سوريا خلال شهر رمضان، كتقليد شعبيٍ وطقس رمضاني اجتماعي، لا يمكن سماعها في بلاد اللجوء.

الحزن سيد الموقف!

يعيش نحو خمسة آلاف لاجئ سوري، في مخيم "نيزيب" جنوبيّ تركيا، يمرّ رمضان الرابع عليهم الآن، ولا تختلف أجواء المخيم كثيراً عن باقي المخيمات.

محمد أحد سكان المخيم، يرى أن عدم وجود مسحراتي يعود إلى أسباب نفسية قاسية، يعيشها اللاجئون هناك .

ويقول: "لم يعد للمسحراتي وجود في المخيم، فهو مظهر من مظاهر الفرح والسوريون هنا يعيشون جواً من الحزن غالباً، كما أن معظم الأجواء الرمضانية التي اعتدنا عليها سابقاً اختفت الآن، كونها مرتبطة بأجواء البهجة التي لم نعد نملكها".

شراب السوس والتمر الهندي والحلويات السورية الرمضانية، ما زالت موجودة في سوق المخيم، يعود ذلك بحسب السكان هناك إلى الحاجة لكسب لقمة العيش من خلال بيعهم، بالمقابل يوضح محمد، أنه ليس بمقدور الجميع شراء تلك المشروبات والحلويات.

المخيمات متشابهة؟

مخيم الزعتري في الأردن، أكبر مخيم للاجئين عربياً، ورابع أكبر تجمع سكانيّ أردنيّ، يضم واحداً وثمانين ألف لاجئ سوري، أسس عام 2012، ومنذ ذلك الوقت لم يشهد أي رمضان وجود "مسحراتي"، إلا بعض المبادرات الفردية التي لم تستمر.

فراس اللباد صحفي في المخيم، يوضح: "ما زالت هنالك مبادرات فردية من أشخاص ليقوموا بعمل المسحراتي، لكنها قليلة جداً، وتستمر لأيام معدودة فقط، كون الناس هنا يعيشون ظروفاً معيشية ونفسية صعبة، ومن يقوم بعمل المسحراتي لا يحصل على أي أجر أو مكافأة". 

لا يختلفُ الوضع كثيراً في المخيمات اللبنانية، التي يسكنها 16% من اللاجئين السوريين في لبنان، بين المخيمات الرسمية والعشوائية.

حدثنا "مبارك" أحد سكان مخيم الأبرار في البقاع التابع للجماعة الإسلامية في لبنان، عن الوضع هناك، موضحاً: "أقيم المخيم منذ ثلاث سنوات، واعتدنا على وجود المسحر في كل سنة، الجماعة هي من تكلف أحداً بالمهمة، لولا ذلك أعتقد أنه لن يكون هناك مسحراتي".

أما "باسم" الذي يسكن في أحد مخيمات اللجوء في عكار شمال شرق لبنان، يؤكد: "لم أرى مسحراتي هنا من قبل، أعتقد أن إعالة الأهل هو ما يشغل السوري الآن، وليس لدي رغبة أن أبذل جهداً في هذه المهنة التي لا تجني المال".

شعارات "المسحراتي" تغيرت!

في سوريا وبلدان اللجوء وأحياناً في المخيمات السورية، اجتهد المسحراتي وأضاف شعارات جديدة ينادي بها فجراً، ربما تعكس أغلب تلك الشعارات تطلعات الثورة السورية، وحال السوريين الذي تبدل منذ خمس سنوات. وأصبحت بطابع سياسي.

ففي مخيم الزعتري، وإذا خرج أحد السوريين ليعمل مسحراتي ببعض أيام رمضان، ينادي بعبارات تعكس الواقع السوري وحياة السوريين، ومنها: "يا نايم وحّد الدايم.. انتهى حكم البهايم".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق