سوريا: من يجنّد الأطفال؟

سوريا: من يجنّد الأطفال؟
سياسي | 29 يونيو 2016 | ميس قات

يجلس أبو البراء (15 عاماً) طوال اليوم على كرسي خشبي فاخر، مطليَ باللون الذهبي. الكرسي الذي تركه سكان المنزل المهجور في مدينة درعا جنوب سوريا، بات مكاناً لرباط  الطفل المقاتل، يقف أحياناً على الكرسي، ليطلّ  برأسه على ساحةٍ كبيرة، وخطيرة!، يطمئنّ على الوضع في الخارج.. ثم يجلس من جديد. 


ترك أبو البراء مدرسته منذ أكثر من سنتين، التحق بإحدى الكتائب المعارضة، وحصل على تدريبات ودورات قتالية، ليصبح قناصاً وحارساً على نقطة تماس تفصله عن جيش النظام السوري 15 كيلومتراً، يقول للمجموعة الإعلامية السورية المستقلة: "أرابط هنا كي أحمي نفسي، وعائلتي، الجميع سافروا إلى أوروبا وتركيا وتركونا هنا.. لايوجد أحد ليحمينا". 

من أين يأتي المقاتلون الأطفال؟ 

التقت المجموعة الإعلامية السورية المستقلة، بمجندين أطفال تراوحت أعمارهم بين 14 و17 عاماً، يقاتل أغلبهم مع كتائب معارضة تتبع للجيش الحر في مناطق إدلب وحمص ودرعا، لكنها لم تستطع الحصول على مقابلات مع أطفال مسلحين يقاتلون في صفوف جبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية لعدم سماح التنظيمات بالوصول إليهم، وخطورة ذلك على الأطفال أنفسهم، فيما لو تم كشف أمرهم. وكان الأمر الأصعب هو الوصول إلى الأطفال المسلحين في صفوف النظام السوري. 

بات تجنيد الأطفال أمراً شائعاً في الحرب السورية، تمارس الأطراف المتصارعة جميعها تقريباً استخدام الأطفال لأغراض عسكرية، متجاهلةً قواعد القانون الدولي، الذي يصنف تجنيد الأطفال على أنه "جريمة حرب". 

يلتحق المراهقون بالفصائل المقاتلة بطرق مختلفة، وتتنوع طرق استجرارهم باختلاف القوات المسيطرة جغرافياً على المناطق.

في بعض مناطق إدلب الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة يداوم الأطفال في مدارس دينية افتتحت كبديل عن المدارس الحكومية، تقدم المدارس تعليماً دينياً للأطفال، وتعلمهم مبادئ استعمال السلاح، ويقول مدنيون يقيمون في ريف إدلب للمجموعة الإعلامية السورية المستقلة، إن سيارات جبهة النصرة تجوب القرى لتجمع الأطفال وتأخذهم إلى حلقات دينية. 

وأكد شهود عيان لمنظمة هيومان رايتس وتش العام الماضي، أن جبهة النصرة طلبت من أطفال مقاتلين التوقيع على كشف تطوعي لأداء عمليات انتحارية. 

أكد مقاتلون في كتائب الجيش الحر، وفصائل معارضة مقاتلة في شهاداتهم للمجموعة الإعلامية السورية المستقلة، أن الشبان الصغار يلتحقون بالفصائل بأنفسهم، أو بمساعدة أحد أفراد المعارف أو الاقرباء من الأخوة أو أبناء العمومة، فيما أكد غالبية الأطفال الذين التقينا بهم، أن عائلاتهم كانت رافضة لحملهم السلاح. 

يقول حسام أبو الفاروق وهو  مقاتل ميداني في مدينة درعا جنوب سوريا، "المقرات تملأ القرى.. ممكن للمراهق أن يدخل مع أقربائه أو يذهب بنفسه إلى المقر ليتطوع، لا يوجد تنسيق في غالب الأحيان مع الأهل".

أبو يحيى وهو قائد ميداني في جيش الشام بإدلب  يعتبر الموضوع بسيطاً، "ما في مدارس ولا غيره هون.. هم يأتون ويطلبون مننا تجنيدهم.. نحن نعتمد على الأولاد القادرين على حمل السلاح من عمر 15 عاماً"، ويضيف مبرراً: "هناك أهالي لا يوافقون على انضمام أولادهم .. ولكن إذا نحنا ما أخدناه رح ياخده حدا تاني".

يتحدث محمود العباس (18 عاماً) من ريف إدلب شمال سوريا عن انضمامه للقتال في إحدى الكتائب المعارضة قبل سنتين، "سألت عن مقرات الفصائل المقاتلة، وذهبت بنفسي للانضمام لهم، أهلي كانوا معارضين، خاصة والدتي كانت خائفة جداً ولكن أخوتي شجعوني على القتال لأنهم مقاتلون أيضاً". 

يضيف محمود الذي يقاتل مع حركة أحرار الشام منذ كان يافعاً: "هناك أسباب مادية لالتحاقي بالقتال طبعاً.. ليس هناك مدارس ندرس بها، وليس هناك عمل، علينا أن ندافع عن أنفسنا وأهلنا!" 

الأمر نفسه بالنسبة للمناطق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، يقوم التنظيم بتجنيد الأطفال، عن طريق التعليم الديني أيضاً، ويقول أكثم علواني وهو صحفي ميداني متخصص بشؤون الجماعات الجهادية، إن "داعش" تتواصل مع الأطفال في مناطق سيطرتها عن طريق المكاتب الدعوية، "يتم غسل أدمغة المراهقين  وإشباعهم بالإيديولوجيا الجهادية وجذبهم للانضمام إلى التنظيم"،  ويضيف: "لا يتجرأ الأهالي على رفض انضمام أولادهم إلى القتال في صفوف التنظيم الإسلامي، من يرفض من أولياء الأمور يعاقب بالسجن أو إقامة الحد عليه كونه خارج عن الدولة". بينما يُلزم المنتسبون للتنظيم بإرسال أولادهم للالتحاق بالمعسكرات القتالية، سواء كان ولي الأمر من الأنصار (أهالي المنطقة الأصليين)، أو من المهاجرين (المجاهدون القادمون من خارج سوريا).

لم تستطع أي منظمة دولية أن ترصد انتهاكات قام بها النظام السوري بخصوص تجنيد الأطفال بشكل مباشر، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقل أخباراً عن تخريج دورة تدريبية لقوات الدفاع الوطني الموالي للنظام عام 2012، قيل حينها أنها لما يسمى أشبال الدفاع الوطني، وهم جميعاً أطفال دون سن الـ18 بحسب المرصد. 

وحصلت المجموعة الإعلامية السورية المستقلة، على مقطع مصور لأدونيس (17 عاماً)  الذي قُتل في فبراير 2016 أثناء مشاركته بمعركة  إلى جانب قوات الحزب القومي الاجتماعي المؤازر لجيش النظام السوري بريف اللاذقية، ويقول أدونيس في التسجيل "والدي لا يعرف أنني هنا.. هو يعرف أنني منتسب للحزب القومي الاجتماعي، ولكنه لا يعرف أنني أقاتل.." تذوب عينا أدونيس خجلاً.. فهو غير معتاد على الكاميرا.. لكن يجب عليه كما هو حال كل مقاتل "شجاع" تسجيل وصيته في شريط مصور لعرضه على أهله عند مقتله. 

ماذا؟ أين؟ كيف يعيش الأطفال المسلحون؟ 

"حراس الزنزانات غالبيتهم مراهقون.. يطبخون الطعام، ويخدمون المسلحين الأكبر سناً، فيما يواظب بعضهم على ركل المعتقلين بين الحين والآخر!" يقول فارس واصفاً الأطفال المسلحين الذين التقى بهم في أحد سجون جبهة النصرة بريف إدلب شمال سوريا، مؤكداً أن أعمار هؤلاء كانت بين الخامسة عشر، والسابعة عشر.

اعتُقل الرجل في أحد سجون جبهة النصرة بريف إدلب لأسباب تتعلق بعمله الإغاثي، قضى عشرين يوماً في غرفة كبيرة بأحد البيوت الريفية التي حولها التنظيم لمقرّ عسكري. يضيف فارس: "يشاهد الأطفال المجندون عمليات الإعدام التي ينفذها عناصر التنظيم من الرجال، يشاركون بها أحياناً، يبتسم بعضهم ويشجع فيما يخفض آخرون عيونهم متجنبين النظر إلى الجثث والدماء". 

تستخدم فصائل المعارضة المسلحة الأطفال الصغار لأغراض غير قتالية في بداية الأمر، كالطبخ وأعمال التنظيف في المقرات العسكرية ثم يخضعونهم لتدريبات ودورات عسكرية يرسلون بعضهم بعدها إلى مناطق الاشتباكات، أو حتى لتنفيذ مهام انتحارية بحال كان الفصيل العسكري متطرفاً.

وتابع آلاف مستخدمي الانترنت تسجيلاتٍ مصورة لأطفالٍ مجندين في تنظيم داعش لا يجاوز أعمار بعضهم الـ11 عاماً يتدربون على أعمال قتالية، وينفذ بعضهم عمليات إعدام  وقطع للرؤوس باستعمال السيف. وكانت الأمم المتحدة قد وثقت في سوريا 278 حالة تجنيد مؤكدة لأطفال بسن ثماني سنوات عام 2014، وقالت إن 77% من الأطفال المقاتلين انخرطوا في عمليات قتالية مباشرة. فيما كشفت داعش عن أصغر انتحاري بصفوفها في يناير 2013 وهو الطفل السوري أبو الحسن الشامي (14 عاماً) والذي فجر نفسه في محيط السامراء بالعراق. 

وقام الأطفال المسلحون الذين التقتهم المجموعة الإعلامية السورية المستقلة، بأدوار القناصة والحراسة في نقاط الأمن، أو على تماس مع فصائل تابعة للـ الأعداء"،  وقاموا بنقل الذخائر إلى الجبهات أثناء اشتعال المعارك. 

أبو طلحة (15 عاماً) وهو مقاتل منضم لقوات المعارضة في درعا يبدو أصغر من عمره الفعلي، زغب شاربيه الذهبي يلمع بسبب شعاع شمس دخل إلى مخبأه، يبدو خجولاً ومنطوياً وأكثر حزناً من أقرانه في المنطقة، "نزحت من درعا إلى الاردن مع أهلي.. لكنني رجعت بسبب سخرية المواطنين الأردنيين.. كانوا يضحكون علينا.. اتبعت دورات مع فصيل مسلح وبقيت فترة في المقر العسكري  للخدمة وأعمال السخرة ثم تم ارسالي إلى الجبهة للقتال.. ". 

تحتاج الفصائل المقاتلة إلى عناصر رخيصة التكلفة مادياً، ويقول أكثم علواني الصحفي المتخصص بشؤون الجماعات الجهادية، إن الأطفال المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، يحصلون على مخصصات شهرية تقارب الـ65 دولار شهرياً، وبأن عائلاتهم تحصل على "سلل غذائية" تحتوي على حبوب ومؤن تكفي لغذاء عدة أيام من الشهر. 

بينما قال أطفال مقاتلون بصفوف الجيش الحر في إدلب للمجموعة الإعلامية السورية المستقلة، إنهم لا يتلقون رواتب ثابتة، انما يحصلون على منح مالية تقارب 30-35 دولار  يستلمونها من قادتهم العسكريين  كل فترة. 

وفي درعا جنوب سوريا يقول حسام أبو الفاروق وهو مقاتل ميداني، للمجموعة الإعلامية السورية المستقلة، إن الأطفال يحصلون على مخصصات شهرية، وبأن هناك عائلات كاملة تعتمد بشكل رئيسي على الفصائل العسكرية لتأمين القوت اليومي.  

تقوم قوات "حماية الشعب" الكردية بتجنيد الأطفال بعمر 16-17 عاماً بشكل علني في الشمال السوري، فيما تقول إنها تحافظ عليهم في مقرات بعيدة عن الاشتباكات العسكرية، ويحصل الصبية والفتيات على تدريب عسكري في هذه المقرات. ووثقت منظمة هيومان رايتس ووتش على امتداد العام الماضي التحاق أطفال دون سن الرشد بالقتال في صفوف وحدات الحماية، ووحدات حماية المرأة التابعة لها.  

ويضم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في صفوف قوات الشرطة وفي جناحه المسلح فتياتٍ يحرسن نقاط تفتيش ويخرجن في دوريات أمنية مسلحة في المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية بحسب هيومان رايتس ووتش. 

قال والد طفلة تبلغ من العمر 14 سنة قرب القامشلي لهيومان رايتس ووتش: "كانت ابنتي في المدرسة، وهناك قامت مجموعة تابعة لقوات حماية الشعب بتجنيدها. لم نعلم أي شيء إلى أن اتصل بنا أحد القادة وأعلمنا أنها انضمت إلى وحدات حماية الشعب". 

وقال "فيليب" وهو مقاتل يؤدي خدمته العسكرية بجيش النظام السوري في ريف دمشق،  أنهم يأسرون أحياناً أطفالاً مقاتلين في فصائل معارضة، وأكد أن ضباط جيش النظام يستخدمونهم في أعمال السخرة، كحفر الخنادق، وبناء المتاريس الرملية في أماكن القتال. يضيف فيليب: "يرى الضباط من جيش النظام أن أسرى الأطفال من المعارضة المسلحة، أكثر نشاطاً من الأسرى الكبار بالعمر، وهم أكثر مرونة من الرجال الكبار، ويواظبون على تنفيذ مهامهم مهما كانت مجهدة". 

تم توثيق مقتل أول طفلين مسلحين في الحرب السورية بشهر سبتمبر/ أيلول 2011، أي بعد بدء الثورة بستة أشهر، قضى الأخوان يوسف وموسى الصيادي البالغان من العمر 16 عاماً تحت تعذيب قوات النظام السوري، في منطقة حلفايا - حماة. 

وبحسب مركز توثيق الانتهاكات اعتقلت قوات النظام السوري الطفلين المسلحين بصحبه والدهما وأخيهما الأكبر، وبعد مرور عشرة أيام، تم تسليم الجثامين الأربعة لعائلة القتلى. 

قام مركز توثيق الانتهاكات بتوثيق مقتل 305 أطفال مسلحين منذ عام 2011 وحتى اليوم.  يوثق المركز أسماء الأطفال المسلحين الذين قضوا في الحرب، ويوضح الجهات المتورطة بتجنيد الأطفال، وأسماء الكتائب ومناطق قتالها، ويصعب على المركز توثيق أسماء الأطفال الذين يقاتلون في صفوف جيش النظام السوري، أو المجموعات التابعة له لأسباب لوجستية، كما يستحيل التوثيق في المناطق التي تسيطرة عليها الدولة الإسلامية "داعش" بحسب بسام الأحمد مدير المركز، الذي يضيف في حديثه للمجموعة الإعلامية السورية المستقلة: "في الغالب أعداد الأطفال المسلحين القتلى أكبر بكثير من الرقم الموثق لدينا". 

قانون دولي؟ 

تعهد ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية بالالتزام بالقانون الدولي الانساني عام 2014 بما في ذلك من امتناع عن تجنيد الأطفال واستخدامهم في أعمال عدائية، وقال الائتلاف إنه نفذ تدريبات لقادة الفصائل العسكرية في الجيش الحر للقضاء على تجنيد ومشاركة الأطفال في النزاع المسلح. وأكد المجلس العسكري الأعلى التابع للجيش السوري الحر أنه منع تجنيد الأطفال، إلا أن المجموعة الإعلامية السورية المستقلة، التقت أطفالاً مسلحين مقاتلين في صفوف الجيش الحر في شمال وجنوب البلاد، وأجرت مقابلات مسجلة مع بعضهم. 

وحدات "حماية الشعب" الكردية في مناطق سيطرتها، وقعت عام 2014 صك التزام مع منظمة نداء جنيف غير الحكومية، تعهدت فيه بتسريح جميع المقاتلين دون سن الـ18 عاماً، وبعد شهر واحد من التوقيع سرحت 149 طفلاً. إلا أنها تحفظت على جزء من البيان وأبقت على تجنيد الأطفال بعمر 16 و17 عاماً حتى هذا اليوم. 

وكان النظام السوري قد صادق على البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل عام 2003 معتبراً أن استخدام الأطفال تحت سن الـ15 عاماً هو جريمة حرب، حتى لو كان هذا الاستخدام في أدوار داعمة غير قتالية مباشرة، إلا أن البروتوكول لا يلزم الفصائل المسلحة المساندة لجيش النظام السوري كمجموعات "الشبيحة"، أو فصائل جيش الدفاع الوطني، أو الفصائل الأخرى الموالية.

وتبقى التنظيمات الإرهابية المقاتلة في سوريا، تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" و"جبهة النصرة" فرع القاعدة في سوريا، بعيدة كل البعد عن أي قانون دولي أو اتفاقات حقوقية. 

أخرج الحرب من الطفل! 

يقول علاء ظاظا وهو طبيب نفسي وعضو مؤسس في شبكة حراس لرعاية الطفولة في سوريا، إن انتساب الأطفال للمجموعات المسلحة دافعه الأول هو الحصول على فرصة عمل، ودخل ثابت، أو على أقل تقدير تأمين المعيشة اليومية للعائلة، إضافة لتشجيع معايير المجتمع السائدة كالبطولة، والإحساس بالفخر تجاه المشاركة في الأعمال العسكرية، وما يحيط ذلك من عمل دعوي ديني يضيف سمة من القدسية على العمل العسكري "الجهادي". 

إعادة تأهيل وانخراط الأطفال في المجتمع عملية معقدة، يقول ظاظا "من السهل إخراج الطفل من الحرب، ولكن من الصعب إخراج الحرب منه"، ويحتاج الأطفال إلى بدائل تتمثل بالمدارس القادرة على تأمين شهادة علمية مفيدة في المستقبل، إضافة لبدائل كمصادر الدخل، وتأمين معيشة الأطفال وعائلاتهم. 

تتألف المجموعة الإعلامية السورية المستقلة من خمس مؤسسات إعلامية مستقلة، تعمل معاً من أجل تسليط الضوء على قصص لا حصر لها من البلد الذي مزقته الحرب: "أريج" إعلاميون من أجل صحافة إستقصائية عربية، إذاعة روزنة، سيريا ديبلي، سيريا انتولد، مركز توثيق الانتهاكات في سوريا. والمشروع مدعوم من دعم الإعلام الدولي.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق