يحتوي مخيم "سليمان شاه" في تركيا على ستة أسواق تركية كبيرة "مولات"، تبيع اللاجئين السوريين بضائع من النخب الثاني والثالث، بواسطة "كرت الهلال" الذي توزعه لهم منظمة الهلال الأحمر التركي.
ويصرّ اللاجئون في المخيم الواقع قرب مدينة أورفا جنوب تركيا،خلال شهر رمضان، على ممارسة بعض الأجواء والطقوس الرمضانية السورية المميزة، التي اعتادوا عليها في بلادهم.
أسواق بديلة وبضائع سورية
استغلال الأسواق التركية للاجئين، أدى لظهور الأسواق السورية البديلة، في مساحات فارغة خصصتها إدارة المخيم للباعة السوريين، بعد أن قامت بمنعهم من البيع وأغلقت المحال و"البسطات" التي كانت تنتشر بشكل عشوائي بين الخيام، كما صادرت البضائع.
وعمل الباعة السوريون على بناء محال صغيرة، إضافة إلى البسطات، وجعلها تبدو على غرار محلاتهم في سوريا، وامتلأت بشتى أنواع البضائع خصوصاً السورية، فأصبح اللاجئ يجد دكاكين العطارة والألبسة المتنوعة، وأخرى لبيع الخردوات.
وتشهد الأسواق البديلة، إقبالاً كبيراً من قبل سكان المخيم، لرخص أسعارها مقارنة بأسعار الأسواق التركية، التي استغلت اللاجئين وعدم قدرتهم على الشراء إلا بكرت الهلال، على حد قولهم.
طقوس رمضانية!
مع قدوم شهر رمضان، تكتسب الأسواق السورية البديلة رونقاً آخر، من خلال ظهور "بسطات" لبيع الأطعمة والمشروبات الرمضانية التي اعتاد السوريون على تناولها كل عام في هذا الشهر.
ويتجول سكان المخيم قبل فترة الإفطار في هذه الأسواق، لشراء المأكولات والمشروبات من محلات صنع العصائر الباردة ومشروبي العرق سوس والتمر الهندي، ومن بسطات بيع الحلويات أيضاً، وأشهرها "القطايف".
معاناة الباعة
ويعاني أصحاب المحال والبسطات في المخيم، من مشكلة وحيدة، هي إدخال البضائع، فهذا الأمر يتم حسب مزاجية الضابط التركي المسؤول عن البوابة، فمن الممكن أن تدخل البضاعة فوراً، وأغلب الأوقات يقف صاحبها لساعات منتظراً الموافقة، أو يضطر لدفع "رشوة".
مخيم سليمان شاه، أو "مخيم تل أبيض" كما يسميه السوريون، يعد من أكبر المخيمات في تركيا، ممتداً على مساحات شاسعة جنوب البلاد، ويعيش فيه نحو 30 إلى 50 ألف نسمة، من اللاجئين السوريين، في ظل أوضاع إنسانية صعبة.