كتاب أطفال يروي قصص اللاجئين السوريين!

كتاب أطفال يروي قصص اللاجئين السوريين!
تحقيقات | 22 يونيو 2016

هناك الان أكثر من 65 مليون لاجئ بسبب الصراع حول العالم، أعلى نسبة نازحين تم تسجيلها حتى الآن، نصفهم أطفال.

استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ، معظمهم من سوريا والعراق، وعلى الرغم من أن مؤيدي سياسة المستشارة ميركل كثر، إلا أن الكثيرون أيضا أعربوا عن قلقهم إزاء قبول هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين.

وبما أن مشاعر البالغين كانت مختلطة ومعقدة تجاه اللاجئين في ألمانيا، فإن الكاتبة الألمانية (كيرستن باوي) أرادت توضيح حقيقة قصة هؤلاء اللاجئين للأطفال، وأن اللاجئ الطفل هو تمام كأي طفل في العالم، بحسب راديو RPI الدولي.

في كتابها الأخير للأطفال (كل شيء سيكون على ما يرام)، كتبت باوي القصة الحقيقية لرهف وعائلتها، الذين هربوا من وطنهم سوريا بسبب قصف الطيران.

عبرت العائلة البحر المتوسط على متن قارب صغير، واختاروا في النهاية العيش في مدينة صغيرة قرب هامبورغ، ألمانيا، ليبدؤوا حياة جديدة.

نُشر الكتاب باللغتين الألمانية والعربية بشكل مقصود، كي يتمكن من قراءته كلا من الأطفال الألمان والمهاجرين الجدد في ألمانيا.

تقول باوي: "لدينا مئات الألوف من الناس الذين لم يرحبوا باللاجئين فقط، وإنما دعموهم بشكل كامل، وأعطوهم الكثير من الوقت لمساعدتهم في تعلم اللغة، لذهب إلى الطبيب أو الدوائر الحكومية أو ما إلى ذلك، ومن ناحية أخرى هناك الكثيرون ممن هم ضد استقبال اللاجئين تماما".

وتتابع: "الأطفال هم في مكان ما في الوسط، والمعلومات التي يتلقونها من الأهل عن اللاجئين هي مصدرهم لمعرفة الحقيقة، سواء كانت المعلومات جيدة أو سيئة، لذا فكرت أن رواية قصة حقيقية عن عائلة، قد تعطي الأطفال الألمان فرصة لاكتشاف الحقيقة بأنفسهم".

خلال العام الماضي كانت الكاتبة على تواصل مع العائلات اللاجئة، وقالت إنها بالبداية اختارت قصة (مثيرة) لترويها -تحمل الكثير من العنف والضياع والألم-، ولكنها في النهاية قررت أن تروي قصة عادية أكثر وأقل إثارة، وهي تأمل أن هذا من شأنه أن يقرّب الأطفال الألمان من الأطفال اللاجئين بسهولة.

أثناء عملها على الكتاب، التقت باوي برهف وأخيها حسان (أسماء غير حقيقية) ووالدتهم، وبدلا من الحديث عن العنف والحرب مباشرة، راح الطفلان يستذكران منزلهم، الأصدقاء، والأقارب الذين تركوهم ورائهم في وطنهم.

تقول باوي: " حتى أن أمهم تمتمت لهم باللغة العربية أن يتحدثوا عن اهوال الحرب التي شهداها".

و تضيف: " عملت ما بوسعي كي لا يتعرف أحد على شخصيتهما الحقيقية، حتى أني غيرت أسمائهم وتركتهم هم يختارون أسمائهم في القصة بأنفسهم".

ومن خلال القراءات التي أجرتها باوي، فإن العديد من القراء الألمان كانوا قلقين على رهف وحسان، حتى انهم بدؤوا يتعاطفون معهم.

"أعتقد أن الأطفال منفتحون جدا، وعندما سيسمعون ما مر على هؤلاء الأطفال، سيبدؤون بالسؤال، هل نستطيع مساعدتهم؟ كيف نستطيع مساعدتهم؟ كيف سنجعل حياتهم أسهل؟"

في القصة، سرق المهربون في البحر المتوسط أمتعة العائلة، ومن ضمنها دمية رهف الصغيرة، وهذا جعلها حزينة.

"الأطفال هنا دائما يسألون، هل استعادت دميتها؟ وأعتقد أن السبب هو أن ضياع الدمية امر قد يحصل معهم ويؤلمهم، إلا أنهم لا يستطيعون تخيل أن كل هذا القصف والقتال والدمار قد يحصل معهم يوماً ما".

باوي التي كتبت أكثر من 60 كتابا للأطفال والمراهقين، تؤمن أن القصص تساعد اليافعين على فهم ما يجري حول العالم.

"أعتقد أن القصص تجعل فهم الأمور أسهل على الأطفال من تلقي المعلومات النظرية".

   


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق