مقص الرقابة غير مدروس.. الاقتطاع تزكية للمشهد؟

مقص الرقابة غير مدروس.. الاقتطاع تزكية للمشهد؟
تحقيقات | 21 يونيو 2016

تعرضت عدة مسلسلات سورية لحذف مشاهد منها، في رمضان الحالي، أثناء عرضها على "التلفزيون السوري" والقنوات المحلية.

أول المسلسلات، "أحمر" للمخرج جود سعيد، والكاتبين "علي وجيه ويامن الحجلي، اقتصت الرقابة في قناة "سوريا دراما"، مشهدين منه، فاعتبر وجيه هذا الأمر "عملاً مقرفاً".

وطال الحذف مشهداً يدخل فيه ضابط بأمن النظام، إلى استديو إذاعة سورية محلية، حيث تعمل الصحفية سماح "سلاف فواخرجي"، مطلقاً تهديدات وشتائم في وجهها، لأنها لاحقت قضية مقتل "القاضي خالد"، الذي يؤدي دوره عباس النوري. وطالب الضابط من الصحفية، إحضار الصور التي التقطتها للجثة.

وامتد القطع من قبل الرقيب إلى المشهد التالي، حين استغربت الصحفية في مكتبها وجود أشخاص كالنقيب عاصية متسائلة "في لسا عالم هيك؟"، علماً أن المشهد قدم صورة إيجابية عن الحريات في سوريا، عندما اتصلت سماح بالأمن الجنائي، كي تشتكي على النقيب عاصي!

وثاني المسلسلات التي تعرضت لمقص الرقيب في قناة "سوريا دراما"، كان "نبتدي منين الحكاية"، للمخرج سيف الدين سبيعي، والسيناريست فادي قوشقجي. 

بعد بداية حلقات المسلسل، كتب قوشقجي على صفتحته الشخصية في الفيسبوك:" لا شيء جوهرياً فيما اقتطع، لكن الأمر يدل على العقلية التي حكمت الحذف، ما يثير توقعات باقتطاعات أخرى لاحقاً"، ولم يوضح الأجزاء التي اقتطعت من المسلسل الذي أعدّه. 

أما المسلسل الثالث، كان "الندم"، للكاتب حسن سامي يوسف، والمخرج الليث حجو، حيث طلب الأخير من المشاهدين، عدم متابعة المسلسل على قناتي "سوريا دراما" و"تلاقي"، بسبب حذف مشاهد وحوارات من العمل.

ونشر حجو على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تدوينة، أعلن فيها إخلاء مسؤوليته والكاتب حسن سامي يوسف عن المقولة التي يقدمها المسلسل بنسخته على هاتين الفضائيتين.

وأصبح معروفاً، أن حذف أي مشهد من مسلسل يعرض في رمضان على القنوات المحلية السورية، هو جائزة مجانية لانتشاره وزيادة متابعيه. فلجأت "قناة سوريا دراما" مؤخراً، إلى تمرير مشاهد غير متوافقة مع سياستها، لتحفظ لنفساه نسب المتابعة في المسلسلات، حتى لا يلجأ الجمهور بالداخل السوري إلى قنوات أخرى.

وقبل بداية الثورة عام 2011، كان توجه كتاب السيناريو السوريين مركزاً في التلاعب على الرقيب، لتمرير رسائل يمكن عرضها على التلفزيون السوري، وحماية منتجاتهم من حذف أجزاء منها قد تضر بالمحتوى. 

رقيب خارجي؟

لا تعاني المسلسلات السورية من الرقيب الداخلي فقط، فالمحطات العربية تمارس رقابتها أيضاً، بما يتناسب مع توجهاتها، فحذفت قناة أبو ظبي الإماراتية، بعض مشاهد مسلسل "العراب 2" في حلقات عرضه الأولى، ما أدى إلى إثارة احتجاجات أيضاً.

لذا وبالمقابل، ينصح أغلب القائمين على الأعمال الدرامية السورية، بمشاهدة منتجاتهم على القنوات اللبنانية الأقل رقابة على المسلسلات، أو على موقع يوتيوب، في القنوات الخاصة بشركات الإنتاج والتي تعرض أعمالها الدرامية كاملة.  

ولا تترد المحطات العربية ومنها "أبو ظبي" في حذف بعض المشاهد، التي ترى فيها "خدشاً للحياء العربي"، أو المحمّلة بمواقف سياسية أو دينية ما، إضافة إلى مشاهد تحذفها لضرورات الوقت والإعلان، كما حصل في الجزء الأول من مسلسل العراب، و"غداً نلتقي"، في رمضان الماضي.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق