الدروس الخصوصية.. عبءٌ جديد على لاجئي الزعتري

الدروس الخصوصية.. عبءٌ جديد على لاجئي الزعتري
تحقيقات | 12 يونيو 2016

يلجأ الكثير من الطلبة اللاجئين في مخيم الزعتري بالأردن، إلى الدروس الخصوصية خلال عامهم الدراسي، وذلك لتقليص الاختلاف بين المنهاجين السوري والأردني لشهادة الثانوية العامة.

محمد طالب سوري يعيش في مخيم الزعتري، وهو في الثالث الثانوي، حاول ترك المدرسة بسبب الدروس الخصوصية يقول لـ روزنة: "بصراحة حاولت أن أترك لكن والدي لم يقبل بهذا الشيء، يريدني أن أكمل دراستي".

الواقع التعليمي

مخيم الزعتري للاجئين السوريين، يعد رابع أكبر مدن الأردن وثاني أكبر مخيم في العالم من حيث عدد السكان، تصل مساحته لنحو 6 كم مربع، يضم 20 إلى 21 ألف طالب وطالبة من مختلف الفئات العمرية.

ممثل الامتحانات للائتلاف الوطني السوري، وعضو لجنه المعلمين السوريين في مخيم الزعتري أنور المصري، يقول: "يوجد في المخيم 21 مدرسة لمختلف الفئات، أما المنهاج الذي يدرس في المخيم، هو المنهاج الأردني حيث تشرف عليه وزارة التربية والتعليم الأردنية".

وعن الطلاب المتسربين يؤكد المصري، أن عددهم داخل مخيم الزعتري يصل إلى قرابة 6 ألاف طالب سوري، وأن هذه الظاهرة بدأت تتلاشى.

وكان الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم الأردنية، وليد الجلاد، صرح أنّ برنامج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة، سيبدأ في 13/6/2016 وينتهي في 26/6/2016.

علماً أن الطلاب السوريين الحائزين على شهادة التوجيهي الأردنية، يعاملون معاملة الطلاب الأردنيين في الجامعات.

لماذا الدروس الخصوصية؟

في ظل الانقطاع عن الدراسة، التي عانى منها معظم الطلاب السوريين في الأردن، كان لابد من إيجاد بديل يساعدهم على مواكبة الظروف التعليمية الجديدة.

محمد لاجئ سوري، يقول إنه بدأ بالدروس الخصوصية منذ قرابة شهرين، موضحاً: "بدأت عندما شعرت أنه لدي ضعف بمادة الرياضيات والإنجليزي".

ويوضح أحد الأساتذة في المخيم، محمد الحسين، أن الهدف الأساسي من وراء فكرة الدروس الخصوصية هو تقوية الطلاب في المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء، واللغات الأجنبية.

ويضيف: "المناهج السورية تختلف عن المناهج الأردنية، ومن هنا جاءت فكرة العمل على إنشاء مجموعات من الطلاب، وإعطاؤهم دروس خصوصية مقابل مبلغ رمزي بسيط قد يصل إلى دينارين في حده الأقصى لمدة ساعة، فكل جلسة عبارة عن خمسة أو ستة طلاب".

تكلفة ثقيلة!

الواقع الذي يعيشه اللاجئون في مخيم الزعتري، يجعل تكاليف الدورس الخصوصية عبئاً مادياً على أهالي الطلاب، رغم أنها رمزية.

يقول الطالب السوري محمد: "سجلت عند أستاذ في مخيم الزعتري، وكل أسبوع لدي 3 حصص، لكن هذا الشيء مكلف لنا كعائلة فمبلغ 20 أو 30 ديناراً شهرياً أي ما يقارب 30 أو 40 دولاراً ليس بالقليل داخل المخيم".

في حين يرى الطالب غيلان الناصر أنه: "بالرغم من ارتفاع التكلفة، إلا أن الدروس تحل مشكلة كبيرة لنا، خاصة أن الأساتذة هم سوريون ويعرفون المراحل التعليمة والظروف التي مر بها الطلاب السوريون".

الجدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم الأردنية، توفر أكثر من 800 معلم ومعلمة أردنيين وبمساندة من 250 معلماً سورياً، وذلك لتسيير العملية التعليمية للاجئين السوريين، موزعين على 21 مدرسة داخل مخيم الزعتري.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق