أطفال سوريون يخيطون الزي العسكري لداعش في تركيا!

أطفال سوريون يخيطون الزي العسكري لداعش في تركيا!
تحقيقات | 08 يونيو 2016

أطفال سوريون لاجئون، يعملون بخياطة الزي العسكري لعناصر "داعش" وغيرها من الجماعات المقاتلة في سوريا، ضمن مشاغل خياطة في مدينة أنطاكيا التركية.

تصل أعمار الأطفال العاملين إلى 9 سنوات ويتقاضى أحدهم 40 ليرة تركية كأجر يومي، أي ما يعادل 10 يورو، ويقومون بالخياطة، القص، والقياس، ويساعدون زملاء عملهم الكبار في تجميع البدلة العسكرية التي يتم تهريبها عبر الحدود السورية- التركية، لتصل إلى الجماعات المقاتلة، و ذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية (Daily Mail). 

 

أبو زكور، مالك المصنع، ويبلغ 35 عاًما، شكله الضخم وملامحه الحازمة يدلان على أنه شخص لا يمكن العبث معه، هرب من الرقة منذ ستة أشهر فقط، وهو رجل أعمال بسيط لا ينتمي بالأصل إلى الحراك الثوري في سوريا، وليس من مؤيدي "داعش"، ولكن من الواضح تماماً أن خياطة ملابس المتطرفين وعمالة الأطفال، أمران لا يزعجانه أبداً.

 يقول: "أولادي يرتادون مدرسة تديرها إحدى المنظمات غير الحكومية، وبإمكان هؤلاء الأطفال أيضا الذهاب إلى المدرسة لولا أن أهلهم يريدون منهم كسب المال، فما الذي يمكنني فعله لهم؟".

ويضيف: "السبب الوحيد الذي يعمل من أجله هؤلاء الأطفال هو المال، ولولا الحرب في سوريا لكان هؤلاء الأطفال في المدرسة، وستكون هي خيارهم الوحيد".

ويتحدث أبو زكور أيضا عن حياته في الرقة، يقول: "المرة الأولى التي تم فيها اعتقالي كانت من أجل السجائر، حيث وجدوا علبة السجائر على الأرض وأعطوني تنبيهاً، المرة الثانية كانت عندما وجدوا صحن فيه أعقاب السجائر، أخذوني لمدة ثلاثة أيام وجلدوني 40 جلدة، والمرة الثالثة كانت من أجل السجائر أيضاً، إنهم يسببون المشاكل الكبيرة للناس".

ويشير أبو زكور إلى أن العائق الرئيسي في عمله هو إغلاق الطرق على الحدود السورية-التركية، ما يجعل تصريف البضاعة صعباً.

يقول: "إن خياطة الزي العسكري يجلب مالاً أكثر من اللباس المدني، ما الذي يمكننا فعله؟ العمل هو العمل، علينا الالتزام به".

يشرح أبو زكور عن رغبات زبائنه، وإنه في الوقت الذي يرغب فيه كل من أحرار الشام والجيش الحر اللون البني الفاتح لزيهم، فإن جبهة النصرة تفضل اللون الأخضر، أما "داعش" فيفضلون الزي الأفغاني غالباً.

يتم استيراد الأقمشة من مدينة إسطنبول، حيث أن معامل القماش التركية تصنع القماش المموه العسكري الأميركي او الروسي حسب الطلب، بالإضافة الى التصميم الصحراوي الأميركي المرغوب جداً.

يقول أبو زكور: "الطلب على اللباس الأفغاني قليل، معظم الوقت يكون الطلب على الزي العسكري الأميركي، الروسي، أو التركي، ولكن أغلبهم يريد أن يبدو مثل العسكري الأميركي، وكانوا قد أحضروا لنا نموذج عن البدلة العسكرية الأميركية ونقوم نحن بتطبيق مثيلات لها".

وكان أبو زكور يعمل بخياطة البدلات العسكرية قبل عام 2012، ولكن بعد تفجر الوضع أصبحت مهنته الأساسية، وبالرغم من اختلاف أذواق "زبائنه" وطلباتهم المختلفة، إلا أن العائق الوحيد يبقى سوق تصريف البضاعة في ظل إغلاق الحدود والمعابر.

يقول: " نحن نبيع بضاعتنا لتجار قادمون من الرقة، هم غالباً لا يخبروننا إنهم من هناك ولكننا نعلم ذلك بمجرد أن يطلبوا الزي الأفغاني".

أما عن عمالة الأطفال، فيقول أبو زكور: "العائلات ترسل أولادها وأنا أدفع لهم من 40 لـ 70 ليرة تركية يومياً، بحسب من يعمل أكثر ومن يبذل جهدا أكبر، ويقوم الأهالي أحياناً بإرسال أولاد أصغر، ولكني لا أقول لا، بل أستفيد منهم".

ويضيف: "هم الآن يعملون ليقوموا بتأمين قوت يومهم، وربما في يوم من الأيام سيستخدمون مهاراتهم هذه ليصبحوا خياطين حقيقيين".

وتبعاً لليونيسيف، فإن أكثر من 80% من الأطفال السوريين في تركيا لا يذهبون إلى المدارس ويعملون لمساعدة عائلاتهم ودعمها مادياً.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق