أهم وأضخم المسلسلات السورية لرمضان 2016

الدراما السورية في رمضان 2016
الدراما السورية في رمضان 2016

فن | 05 يونيو 2016 | مجد موسى

تعود الدراما السورية في رمضان 2016، بعدد كبير من الأعمال، مقارنة بالإنتاجات السابقة خلال السنوات الخمس الماضية، إذ أنتج هذا الموسم 30 مسلسلاً، بين الدرامي والكوميدي والبيئة الشامية، في حين غابت الأعمال التاريخية عن الدراما السورية نظراً لظروف البلاد، والتكلفة التي تطلبها تلك الأعمال. فما هي أضخم الأعمال هذا العام؟

اقرأ أيضاً: 5 مسلسلات سوريّة "تحضر بقوة" في دراما رمضان 2019


خاتون.. بيئة قديمة بتأثيرات حديثة!

بينما نرى تقلصاً ملحوظاً في انتاج مسلسلات البيئة الشامية لهذا العام، 5 من أصل 30، يأتي مسلسل "خاتون" لتامر اسحق بالإخراج، وطلال مارديني وسيف رضا حامد نصاً وحواراً، كأحد أهم وأبرز الاعمال المقدمة، لما يضمه من نجوم باتوا معروفين ليس فقط محلياً، وإنما عربياً أيضاً. 

العمل الشامي المستوحى من فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا، لم يبتعد عن القصة المألوفة لتلك الأعمال، كالثورة على "الفرنساوي" والخلافات على زعامة الحارة وغيرها، بل غاص في إبراز التناقضات الملحمية التي بنى نصه على أساسها، (الوطنية، المصلحة، الشرف، العمالة، العادات، العار والوجع).

مفصل المسلسل قصة الحب المحرمة التي جمعت خاتون (كندا حنا)، بالضابط الفرنسي كريم (الممثل اللبناني يوسف الخال)، لتتقاطع في النهاية عدة قصص ووجهات نظر في إطار المأساة الجمعية، والإثارة العاطفية التي لم تفلح مؤخراً في الأعمال الشامية.

العمل المنتج من قبل شركة "غولدن لاين"، يراهن على جماهيريته وملحميته نظراً لضخامة إنتاجه، يُقدم بـ60 حلقة، يضاف له مشاهد المعارك والديكورات وأماكن التصوير الضخمة، إلى جانب وجود نجوم سوريين ولبنانيين منهم كاريس بشار، سلافة معمار، سلوم حداد. إذ يقترب من الأعمال العربية المشتركة التي تحقق نسب مشاهدة عالية، ما يفسر عرضه على قنوات عربية كقناة MTV اللبنانية، عمان، الشرقية الإماراتية، وسما وتلاقي السوريتين.

إعلان المسلسل مليء بالصراخ والمشاهد الانفعالية والقاسية وعناصر الجذب الجانبية، منها ظهور الممثلة "جيانا عنيد" حليقة الرأس بالكامل مع تغيب السبب في الإعلان كما عن الصحافة، ما يجعل المشاهد يتوقع أن العمل قادم على ميلودرامية مفرطة، حبذ لو أراد الإعلان منها جذب المشاهد فقط. 

أحمر.. مافيا وجرائم

يحاكي مسلسل أحمر للسينمائي جود سعيد، صيغة درامية مختلفة عن باقي الأعمال، إذ يبدأ بمقتل أحد أبطاله، ثم يعود عبر "الفلاش باك flash back" لتفحص الجريمة وإثارة الشبهات. 

في أولى أعماله الدرامية يُخرج سعيد نص يامن حجالي وعلي وجيه، مبتعداً به عن الأحداث الدائرة في سوريا التي عكسها في أعماله السينمائية الأخيرة من وجهة نظر النظام، واضعاً إياها كخلفية ثانوية لمجريات عمله التلفزيوني، الذي ستعرضه قنوات محلية منها سوريا دراما وسما.

ويأتي النص على طرح جديد، يختار لنفسه فلك القضاء والسلطة والمافيا لحبك الأحداث، يعامل القاضي خالد (عباس النوري) كبورتري (ايقونة) للعمل، إذ يدور المسلسل حول مقتله وماضيه، ويخصه بمشاهد يقابل بها الكاميرا وجهاً لوجه يتكلم لها عن نفسه ومخاوفه. 

العمل يضم أيضاً، كل من سلاف فواخرجي وعبد المنعم عمايري وصفاء سلطان ونادين خوري، ولا تظهر الرؤية الكاملة والمعالجة جلياً في إعلان المسلسل، وهو خط يفضله العديد من القيمين لأعمالهم في الدعاية.

الندم.. كاتب وثلاث نساء!

الندم أحد الأعمال التي يعول عليها مراقبو الميديا كما الأوساط الفنية، وعلى عكس بعض الإعلانات الترويجية أفاض إعلان الندم في ثماني دقائق بقصته كاملة، وهي ليست حكاية حرب بل حكاية عن سلطة الأب وخيبة الأمل والغدر والندم.

العمل من بطولة باسم ياخور، سلوم حداد، محمود نصر، سمر سامي وغيرهم، يتناول مزيجاً لمقتطفات من حياة الكاتب التلفزيوني عروة الذي يعاني صعوبة في استجداء معنى كل ما يحصل حوله، ابتداءً من حرب العراق وصولاً إلى الحرب في سوريا، مروراً بماضيه مع العائلة ومشاكله العاطفية اللتي لا تقل صخباً عن الخلفيات السياسية عند الكاتب. 

ثلاث نساء على مر ثلاث حقبات، أمنت ضرورة درامية في حياة الكاتب الشديد التأثر، في حين مشاكل التنافس والغدر والطمع وصراع الأبناء لتقاسم وتحاصص النفوذ العائلية بما فيها تقاسم الأب (سلوم حداد)، بدت ركيزة درامية متينة يُبنى عليها النص، بينما تحل الأحداث السياسية مؤثراً غير مباشر في تطور أحداث العمل المسلسل. 
اقرأ أيضاً: مؤلف "مقامات العشق" لـ "روزنة": العمل محاولة لنفض الغبار عن أدمغتنا و قلوبنا

سيعرض الندم على سما، تلاقي، والفلسطينية، وهو من انتاج "سما الفن"، وتأليف الكاتب حسن سامي يوسف وإخراج الليث حجو، يقدم رؤية عقيمة سوداوية للواقع، عادةً ما نراها في أعمال يحل بها الكتاب والشعراء كأحد الابطال. 

توقعات الماراثون

يتوقع أيضاً لعدد من المسلسلات السورية أن تنافس على مكان متقدم في المارثون الرمضاني المقبل بعد أسبوعين، منها العراب "تحت الحزام"، في جزئه الثاني لحاتم علي، والذي حقق نجاحاً لافتاً في رمضان الماضي، ومسلسل زوال الذي يقدم معالجة اجتماعية هامة لمشاكل الأكراد ووضعهم في العاصمة دمشق، إضافة إلى مسلسل نبتدي منين الحكاية لسيف السبيعي، و دومينو بطولة بسام كوسا وسلافة معمار، وغيرها من الأعمال المحلية.

وتعاني هذه الأعمال من مشاكل تسويقية في ظل الأحداث السورية، مع حالة الاصطفاف السياسي التي تتخذها شركات الإنتاج والممثلون، إلى جانب ما قد تفرضه سياسة المشترين من مقاطعة للأعمال السورية.

كما يشارك عدد من نجوم الدراما السورية في أعمال (Pan Arab) الدراما العربية المشتركة، منهم قصي خولي وأمل عرفة في جريمة شغف كتابة نور الشيشكلي، وسمرقند بطولة عابد فهد.

تبدو جميع إعلانات الأعمال ملفتة، ومحرضة على المشاهدة من حيث الشكل، أعمال ستخيب وأعمال سترفع لها القبعة مع نهاية الموسم.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق