يستوقفك السلام والكلام، بينك وبين المارة، باللهجة السورية، وعلى بعض واجهات المحال التجارية تلفتك الكتابات العربية، خلال التجوال في مدينة "سودرتاليا" السويدية، حيث يسكنها 1400 سوري منذ عام 2011، بحسب إحصائية دائرة الهجرة.
مطعم "حبيبي"، يقدم وجبات عربية، من مناقيش، فتات، وغيرها من الأكلات السورية، تقول ساندي موظفة المطعم: "في هذه المنطقة لن تشعر بأنك خارج حدود سوريا، لأنها غدت أهلية محلية".
اقرأ أيضاً: السويد: السجن المؤبد لمتهمين بارتكاب جرائم في سوريا
وخلال حديثها مع روزنة، أكدت ساندي أنها لم تجد صعوبة في إيجاد عمل في سودرتاليا، كون اللغة العربية هي السائدة بالمدينة، معربةً عن سعادتها، لأنها يومياً تلتقي بالوجوه السورية، والمواطنين السويديين اللذين يرتادون المطعم لتذوق الطعام السوري.
لا اندماج بسبب اللغة!
"سودرتاليا المحافظة السورية رقم 15"، كما باتت تعرف، فنسبة السوريين فيها كبيرة، لكن لهذا الأمر بعض السلبيات، فالعديد من اللاجئين، لم يتعلموا اللغة السويدية!
ساكو لاجئ سوري، لم يتعلم السويدية بسبب كثرة السوريين والعرب في المدينة، يقول: "اللغة السويدية عائق لكل قادم جديد هنا، لأن العربية هي المستخدمة دائماً باستثناء الدوائر الرسمية السويدية، وهنا مشكلة معظمنا إذا لم يجد من يساعده".
ويعمل الشاب في منظمة الصليب الأحمر، لمساعدة اللاجئين بسودرتاليا، إضافة إلى نشاطات الكشاف التي تجمعه بأغلب السوريين المتواجدين في المنطقة.
فؤاد شاب سوري آخر، يعمل في مخبر طبي، يؤكد أن سودرتاليا تجعل السوريين يعيشون جزء من حياتهم الاجتماعية السابقة في بلادهم، فلا يشعرون بالغربة، ولاسيما الكبار بالسن، حيث يستطيعون جعل اللغة صلة الوصل بينهم وبين ما يحتاجون إليه عند ذهابهم للتبضع. بحسب تعريفه.
ويضيف الشاب السوري أنه "رغم إيجابية اللغة العربية، الا أنها سلبية في بعض الوقت، حيث تعيق تعلم اللغة السويدية وتطوير الانكليزية، كما أن البلدية لا تستوعب الكم الكبير من اللاجئين، لذلك لم تستطع إكمال دراستنا لمدة سبعة أشهر بسبب عجزها المادي".
ويختم حديثه بأن "الجانب الإيجابي لهذه المنطقة، هي قربها من مركز المدينة ستوكهولم، أي أن المواصلات قريبة في حال إيجاد عمل هناك".
نهاية يوم سوري كامل
لا يشعر السوريون في سودلتاريا بالغربة، ففيها تبدأ الحياة اليومية بتفاصيلٍ سورية وعربية، لينتهي النهار بالسوريين مجتمعين في إحدى المقاهي مرة أخرى.
ويعبر عمار عن شعوره في المدينة: "الأجواء السورية التي أعيشها في السويد، سواء من اجتماعي مع الأصدقاء ولعب الورق، لا تختلف نهائياً عن أيامي السورية، التي ألغي معها فكرة غربتي عن بلدي ".
ويؤكد أنه يومياً يرتاد مقهى ليجتمع بأبناء بلده، بعدما ينهي دورات اللغة السويدية، مضيفاً، أن أهم ايجابيات سودلتاريا، قربها من العاصمة السويدية استكهولم، المدينة المليئة بفرص العمل ومركز البلاد.