أزمة المياه تضرب إدلب.. وحلول لا تلبي الحاجة!

أزمة المياه تضرب إدلب.. وحلول لا تلبي الحاجة!
تحقيقات | 02 يونيو 2016

أصبح الحصول على المياه، أمراً مرهقاً لأهالي ريف إدلب، معظم شبكات المياه خارجة عن الخدمة، ولم يتحسن الوضع بعد انسحاب قوات النظام السوري من المحافظة، منذ سنة!

يقول أبو محمد: "أكبر مشكلة نعاني منها هي تأمين صهاريج المياه، وكلفة الصهاريج كبيرة، إلى درجة لا نستطيع احتمالها، وتبلغ كلفة الصهريج الواحد بين 4 و5 آلاف ليرة سورية، ويتأثر ذلك بارتفاع أسعار المحروقات".

عطل شبكات المياه التابعة للدولة، وّلد مشاريع خدمية تعالج على الأقل جزءً من المشكلة، لكن الحلول لم تكن كافية حسب ما توصلت إليه روزنة، بعد لقائها بالكثير من الأهالي، وشخصيات في المجالس المحلية بإدلب وريفها.

راتب كامل للحصول على الماء!

فرضت التكاليف التشغيلية للمشاريع، عائقاً أمام الكثير منها، مما أجبر على إيقافها، لكن نجح البعض في تنفيذ جزء من المشاريع، عبر طرق عديدة، ساهمت في حلّ جزء من المشكلة.

يكمل أبو محمد أحد سكان ريف إدلب حديثه: "كل عائلة تحتاج أكثر من صهريج، لتصل التكلفة الوسطية في الشهر إلى الـ 20 أو 25 ألف ليرة سورية، وهذا يتعارض مع دخلي المتوسط".

وبحسب الرجل، يتواجد في إدلب وريفها، سكان بدخل شبه معدوم، ولا يستطيعون تغطية كلفة مياه الصهاريج، "نطالب المنظمات الإنسانية والمجالس المحلية، بتنفيذ مشاريع وحفر آبار وصيانة مضخات المياه وتجديدها"، يناشد أبو محمد.

أنواع المعاناة!

شبكات المياه في بعض مناطق ريف إدلب، عاطلة عن العمل منذ نحو سنتين وثلاث، حتى حين كان النظام مسيطراً على مدينة إدلب. لذا يضطر الأهالي إلى شراء صهاريج المياه، وأحياناً يبحثون يوماً أو يومين وثلاثة، عن صهاريج مياه! وإذا وُجد، يكون سعره بـ5000 ليرة، وقد يرتفع، مرتبطاً بتصريف الدولار!

أحمد العمر، عضو في مجلس محلي بإحدى بلدات جبل الزاوية، يقول لروزنة: "المشكلة الأكبر في منطقة ريف إدلب الجنوبي، هو انقطاع شبكة مياه الشرب منذ أكثر من ثلاث سنوات، الأمر الذي خلق صعوبة لدى المواطنين في تأمين مياه الشرب، بينما لا تساهم المنظمات في حفر الآبار بسبب سياستها الخاصة".

وييشير العمر، إلى أن المجلس المحلي بجبل الزاوية، يقوم بعمل على إمكاناته، عبر جمع تبرعات من المغتربين لحفر الآبار، مؤكداً الحاجة، لمساعدات عاجلة، بخصوص توفير المياه للمواطنين.

كيف كانت الحلول؟

عالج أهالي ريف إدلب جزءً من المشكلة، عن طريق حفر الآبار الارتوازية، لكنهم اصطدموا بمشكلة أكبر، أدت لزيادة تكاليف حفر الآبار في جبل الزاوية.

يقول العمر: "تكلفة حفر الآبار الارتوازية مع تجهيزها تصل إلى 100 ألف دولار للبئر الواحد، سيما أنه يتجاوز غمق الآبار الارتوازية من 600 إلى 700 متر تحت الأرض، وبالتالي المشروع ضخم جداً".

المهندس زياد رسلان، مدير مشروع مياه كفرنبل، يؤكد أن مشروع حفر خمسة آبار مياه في منطقة البريج التابعة لكفرنبل، كان له فائدة كبيرة على المنطقة، لكن لم يكتب له الاستمرار!

ويضيف: "نتيجة للأحداث توقف مشروع البريج في عام 2014، ووصلت الحاجة للمياه فيما بعد إلى ذروتها، ومنذ فترة وقعنّا عقداً تشاركياً بين المجلس المحلي وهيئة الإغاثة الإنسانية، من أجل تنفيذ البئرين المتبقيين في المنطقة، مع خطة تشغيلية لمدة ثلاثة أشهر، وسيتم المباشرة بها قريباً".

ويؤكد: "لدينا خطط إضافية لاستكمال المشروع، حيث يغطي المشروع في حال تنفيذه بخمس آبار، ما يقارب الـ 60% من حاجة كفرنبل".

مشاريع بإمكانات محدودة!

تنوعت مشاريع المياه في مناطق إدلب المختلفة، وبعضها ساهم فعلاً في تخفيض آثار أزمة المياه، مثل مشروع سقبا الذي شغل وقام بصيانة محطات المياه في ريفي إدلب الشمالي والجنوبي، لكنه واجه صعوبات عديدة.

مدير المشروع محمود العثمان يشرح لروزنة: "نؤهل ونشغل مشاريع المياه العامة في مناطق عديدة، ونقوم بضخ المياه عبر الشبكات في حال صلاحيتها للعمل، أو عن طريق تقديم المياه بواسطة المناهل للقرى".

ويتابع: "تمكنا من معالجة جزء من المشكلة بالشبكات القديمة، عن طريق تصنيع قطع تبديل المولدات الحديثة، بحيث تكون مطابقة للقطع الأصلية، وعبأنا خزانات احتياطية تحت الأرض للوقود الخاص بالمشروع".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق