من لبنان إلى ألمانيا.. رحلة هنادي وأحمد للعلاج

من لبنان إلى ألمانيا.. رحلة هنادي وأحمد للعلاج
تحقيقات | 30 مايو 2016

في شهر آذار وقبل أربع سنوات من الآن، كانت هنادي تقف مع أخيها أحمد في مطبخ بيت العائلة في مدينة القصير بريف حمص، عندما أصيبا بقنبلة يدوية، تعرضت على إثرها 85% من بشرة هنادي لحروق شديدة كما تعرض أحمد لحروق في 75% من جسمه.

وبحسب القصة التي نشرتها مجلة "يونغي فيلت" الألمانية، فقد قام عناصر من الجيش السوري الحر بنقلهما في سيارة "بيك اب" إلى الحدود اللبنانية حيث نقلتهما سيارة إسعاف إلى مشفى في مدينة طرابلس. لكن الأطباء، لم يتمكنوا من تقديم المساعدة الكافية لعدم توفر بشرة اصطناعية. 

كان الصحافي الألماني، كارستين شتورمر، يجري بحثاً في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان عندما التقى بأحمد وهنادي. وقام شتورمر بإطلاق حملة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال فيها: "أحمد وهنادي تعرضا لإصابات بليغة ولن يتمكنوا من النجاة دون مساعدة". وخلال ستة أيام تمكن من جمع المبلغ الكافي ليتمكنوا من نقلهم إلى ميونخ على متن طائرة تابعة لشركة ADAC، (شركة ألمانية لإنقاذ حوادث السيارات).

عشرة أدوية مختلفة تتناولها هنادي من أجل الجلد الجديد وللمعدة ومسكنات الألم

عند وصولهم إلى ميونخ كان كل من أحمد وهنادي يعانيان من فشل في وظائف أعضاء عدة، قام 15 طبيب في مشفى الأطفال "هاونرشين كيندرسبيتال" بشكل تطوعي بإجراء عمليات لهما على مدار الساعة ولمدة أسبوع. بعدها بقي أحمد وهنادي على مدار ثمانية أسابيع تحت التنويم الاصطناعي. 

عندما استيقظت هنادي تساءلت: "ألمانيا، ما هذا؟" كان هذا قبل أربع سنوات وما زال الحنين رفيقها اليومي لوالدها وأمها واثنان من الأخوة، جميعهم كانوا قد فروا هرباً من الحرب في سوريا ليسكنوا في غرفة بالبقاع اللبناني. وتقول هنادي: "هنا لدي الكثير، في حين لا شيء لديهم هناك".

رويت قصتي آلاف المرات ليعرف الناس لما اللاجئون يحتاجون الاهتمام

تعيش هنادي حالياً في سكن لرعاية الفتيات في مدينة ميونخ في حين يعيش أحمد في غرفة خاصة، وكلاهما يذهبان إلى مدرسة للاجئين اليافعين. انضم أحمد في الصيف الماضي إلى فرق المساعدة في ميونخ لاستقبال قطارات اللاجئين القادمة من طريق البلقان وساعد في توزيع السلل الغذائية ورفع معنويات اللاجئين. يقول أحمد: "تلقيت أنا وهنادي الكثير من المساعدة، اللاجئون يحتاجون للمساعدة والاهتمام".

قصة نجاح، يحصل أغلب اللاجئين على شهادة اتمام المدرسة

ترك أحمد شعره ينمو ليصل إلى كتفه ليخفي به الندبات المتبقية على جلده. ويذهب بشكل دوري إلى المدرسة والمشفى والجامع، ويشرف الآن على كورال السلام السوري. "اكتشفت في ألمانيا حبي للغناء"، يقول أحمد، ويضيف: "بالغناء يمكن للاجئين أن يتواصلوا مع العديد من الألمان، ليعرفوا لماذا أتينا إلى هنا".

في مشفى الأطفال في ميونخ يترجم أحمد دائما لأم برفقة ابنها الذي تعرض لاصابات نتيحة القصف


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق