قصص من ليلة رعب في مخيم "إكدة"

قصص من ليلة رعب في مخيم "إكدة"
تحقيقات | 30 مايو 2016

هرب عزيز من مخيم إكدة الذي نزح إليه في ريف حلب الشمالي، أخذ عائلته معه ليلاً، ونجوا مع مئات العائلات الأخرى، التي فرت بعد اقتراب المعارك بين قوات المعارضة المسلحة، وتنيظم "داعش". ورغم أن قوات المعارضة استطاعت إبعاد "داعش" عن المخيم، إلا أنه بقي فارغاً من المدنيين، بعد ليلة "رعب"، عاشها النازحون.

يقول عزيز: "كنا في مخيم إكدة نائمين، استيقظنا ليلاً، سمعنا أصوات الاشتباكات تقترب أكثر فأكثر من المخيم، ولم يمض إلا وقت قصير حتى أصبح المخيم مستهدفاً بالرصاص، إلى درجة أن بعض القذائف سقطت على المخيم فما كان علينا إلا أن نهرب على الفور".

وبحسب الرجل، استطاع الكثير من نازحي مخيم إكدة، الخروج منه، لكن الآخرين، ظلوا فيه حتى الصباح، رغم تعرض المخيم لقذائف من داعش، أودت بحياة امرأة وطفلها، وسببت حرائق بأكثر من 10 خيام.

حظوظ سيئة!

تروي شهادات مدنيين عدة، ما حلّ بالمخيم أثناء اقتراب الاشتباكات، من بينهم أبو أحمد صاحب الحظ السيء، اضطر للنزوح من تل رفعت إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة، تاركاً منزله وراءه وباحثاً مع عائلته عن مكان يأوي إليه. حتى استقر في مخيمات الشمال.

لكن أبو أحمد وقع في مصيبة أخرى، فما هي فترة قليلة من مكوثه في مخيم إكدة، حتى اقتربت الاشتباكات بين المعارضة وداعش، ليعود الخطر مجدداً ويهدده وعائلته ويفرض عليه رحلة نزوح أخرى.

"بعد نزوحي من تل رفعت برفقة عائلتي، مكثت في مخيم إكده قرابة الشهر، ولكن بعدما تقدم داعش نحو المخيم، كانت القذائف تنزل علينا، وما صدقنا أن يأتي الصباح حتى هدأت الاشتباكات".

ويكمل حديثه: "لم يسمح داعش لنا بالخروج من المخيم، لكن بعد الساعة الواحدة ظهراً غيروا رأيهم وفتحوا لنا الطريق، وبالنهاية نرى حياتنا نزوحاً بنزوح".

الآلاف تشردوا بليلة واحدة

مخيم إكدة الذي يضمّ مئات العائلات، كان لكل منها قصة ترويها، أثناء معايشتها تلك الليلة التي سبب رعباً كبيراً في نفوسهم، ومن بينهم أبو خالد، الذي نزح من بلدة منغ نحو إكدة واستقر فيه لمدة زمنية طويلة، لكن القذائف التي سقطت على المخيم، وأدت لقتل نازحين واحتراق خيام، جعلته هو الآخر يهرع بالنزوح مع عائلته نحو مكان أكثر أماناً.

ويقول في تلك الليلة: "نزحنا بأرواحنا، ولم نحمل أي غرض، وتوجهنا على الفور نحو مخيمات قرب معبر باب السلامة الحدودي، وبقينا في مخيم الرسالة، حيث يتوفر الأمان هناك".

عاد المخيم ولم يعد سكانه

كان مخيم إكدة يضم نحو سبعة آلاف مدني، معظمهم نازحون من ريف حلب الشمالي، حيث المناطق التي شهدت اشتباكات خلال الأشهر الماضية.

وما يميزه عن سواه، قربه من الحدود السورية التركية، فهو لا يبعد سوى 500 متر عن الحدود، لكن تقدم تنظيم داعش المؤقت من المخيم، جعله غير آمن، خاصة أن التنظيم استهدفه بقذائف الهاون، ليتم إخلاء المخيم من قبل الأهالي في ليلة واحدة.

ويقول الناشط الإعلامي، عمر الشمالي، لروزنة: "نزح معظم من كان يقطن مخيم إكدة، رغم أن المعارضة استعادت السيطرة عليه، لكن الليلة التي شهدها المخيم آن ذاك، كانت مرعبة بالفعل، وأدت إلى إفراغ المخيم من سكانه بشكل كامل".

ويؤكد الشمالي، أن قسماً كبيراً من الأهالي نزح إلى المناطق الحدودية مع تركيا، والبعض هربوا إلى ريف حلب الشرقي، حيث يسيطر تنظيم داعش! فأجبرتهم قواته على البقاء في مناطق، ومنعتهم الخروج منها.

مخيم كامل يروي مأساة حصلت في ليلة واحدة شملت سبعة آلاف مدني، ورغم استعادة المعارضة سيطرتها على المخيم إلا أنه فارغ تماماً من المدنيين، بينما تروي أطلاله قصة معاناة تعرض لها مدنيون ونزحوا وسجلت لهم في حياتهم رحلات نزوح جديدة.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق