سمح تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مؤخراً، لبعض الناس في ريف حلب الشرقي، باستخدام الانترنت، بعد أن قطعه منذ بداية الشهر الحالي، بالتزامن مع تأثره بالمعارك مع قوات المعارضة. لكن استخدام الانترنت هذه المرة كان بشروط.
يقول متابعون لقرارا ت التنظيم من أبناء منبج، إن إجراءه الأخير جاء كعقوبة على أهالي ريف حلب الشرقي، بداية نيسان الحالي. وبحسب أحد الشبان المتواجدين في المدينة: "قام التنظيم بإزالة السيرفرات في محال البيع، لمنع أي تواصل بين المدنيين والعالم الخارجي".
انقطاع عن العالم!
يعاني الأهالي في مناطق ريف حلب الشرقي، من مشاكل عديدة أثناء انقطاع الانترنت عن مدنهم وقراهم، فيحاولون البحث عن أي وسائل تواصل ليطمأنوا على أهاليهم في مناطق أخرى، ويطمئنوهم، في حال سماع أخبار عن قصف أو معارك.
يقول أحمد المحمد، ناشط من مدينة منبج: "لا نعرف من هم ضحايا القصف، ولا المكان الذي استهدفه الطيران، وهذه المشكلة نعاني منها كثيراً أثناء سماعنا بقصف مناطقنا".
ويؤكد المحمد أن هناك مشاكل إضافية، تظهر بانقطاع الانترنت، مثل توثيق أسماء الضحايا من قبل المنظمات الحقوقية، المتابعة لتفاصيل الانتهاكات بحق المدنيين في سوريا.
ليست المرة الأولى
لجأ التنظيم إلى قطع الانترنت عن منبج، الواقعة بريف حلب الشرقي عدة مرات، منذ سيطرته عليها بداية عام 2014، محاولاً قطع الصلة بين أهالي المدينة والعالم الخارجي.
وآخر قراراته، منع بيع السيرفرات وإغلاق كافة محالها المنتشرة في المدينة، وهناك عقوبة لمن يخالف أوامره.
ويبدو أن التنظيم لم يفلح رغم كل محاولاته بقطع التواصل بين الأهالي القاطنين في مناطق سيطرته والعالم الخارجي، سيما أن منبج، قريبة من الحدود التركية، وتصل شبكات الاتصال التركية للأماكن المرتفعة والشمالية من مدينة منبج، بينما تصل الشبكة بقوة، في مدينة جرابلس المحاذية للحدود التركية.
ويلجأ المدنيون في المدن المذكورة إلى استخدام الشبكة التركية، من على أسطح المباني، بحسب ما أكده المحمد، من أجل التواصل مع ذويهم في الخارج.
التقت روزنة برئيس المجلس المحلي لمدينة منبج، عماد حنيضل، حيث قال "إن المدنيين الذين يسكنون في مناطق سيطرة داعش ينوبهم النصيب الأكبر من العذاب، فتنظيم الدولة، يخشى على المدنيين القاطنين في تلك المناطق، من أن يقل خوفهم منه".
ويضيف حنيضل: "يلجأ التنظيم لإعدام عدد من المواطنين بحجج واهية، أو يعتبر بعض المدنيين أسرى من النظام ويعدمهم، من أجل نشر الإرهاب بين المدنيين، خاصة أنه يجري عمليات الإعدام في الساحات تحت مرأى الجميع".
ويرى خنيضل، أن أهالي منبج، اعتادوا على أفعال التنظيم، رغم أنهم يذوقون مرارتها باستمرار.
إعادة الانترنت وفق شروط!
أعاد تنظيم داعش مقاهي الانترنت للعمل في مدن ريف حلب الشرقي، حسب تأكيدات من مدنيين في مناطق سيطرته، لكنه أعلن عن وجود تراخيص في مكاتبه الخدمية المتوزعة بالمنطقة، واشترط على مقاهي الانترنت أن تحصل على ترخيص لتعود إلى العمل من جديد.
ما سبق أجبر مرتادي الانترنت على الذهاب إلى المقاهي حصراً، كي يتواصلوا مع ذويهم في الخارج، لكن هذه المرة تحت رقابة التنظيم المباشرة، حيث يؤكد مدنيون، أن داعش، نشر عدداً من عناصره في بعض المقاهي للتدقيق على مرتادي الانترنت بشكل يومي.