فوجئ أهالي طلاب مدرسة "أوفر فيلد" الابتدائية في تيسايد، شمال شرق بريطانيا، عند وصولهم لاصطحاب أولادهم من المدرسة، عندما وجدوا اللاجئين السوريين في البناء الخالي المجاور للمدرسة، يحتسون الشاي.
و كانت مجموعة من اللاجئين السوريين قد وصلت إلى نيوكاسل من مطار لبنان في وقت الغداء، يوم الأربعاء، وتم أخذهم إلى البناء المجاور لمدرسة "أوفر فيلد" في مقاطعة تيسايد كمركز مؤقت لإيوائهم، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية "The Guardian".
وقد عُقد الحدث من أجل الترحيب ب 35 لاجئ، نصفهم أطفال، أتوا إلى ريد كار و كليفلاند في مقاطعة "تيسايد"، وفقا لخطة "إعادة توطين" اللاجئين السوريين في المملكة المتحدة.
بقي اللاجئون في المكان لمدة ساعة واحدة فقط، ولكن أهالي الطلاب قالوا بأنهم "صُدموا" حين رأوا اللاجئين في المبنى المجاور لمدرسة أبنائهم، ما أجبر مسؤولي المجلس البريطاني على الاعتذار للمدرسة و الآباء بعد ذلك.
أحد الأهالي قال لمجلة "Gazette ": "أولادي يدرسون في مدرسة أوفر فيلد الابتدائية، و ضمن أرض المدرسة هناك بناء مهجور، و ليس بإمكان أحد تخيل دهشتنا حين رأينا الباص المليء بالناس في ساحة البناء، بينما كنا نصطحب أبنائنا من المدرسة".
أبدت تريسي واتسون، مديرة المدرسة، قلقها من أن المدرسة لم تكن تعلم بوصول اللاجئين، و قالت بأنها يجب أن تعطي الآباء التطمينات اللازمة بأن أولادهم آمنين، و أنه لن يتم إيواء أحد في ذاك البناء.
وأضافت: "كمديرة للمدرسة، آخذ دوري على محمل الجد في ضمان سلامة الأطفال في المدرسة، أصبت بخيبة أمل لأنه لم يتم إخباري أو استشارتي باستخدام المبنى البارحة، كمركز إيواء مؤقت للعائلات السورية اللاجئة".
و كان المجلس البريطاني قد اعتمد خططا لاستقبال 125 لاجئ سوري في السنة، و هذا جزء من مقترحات أوسع، وُضعت العام الماضي لاستقبال ما يصل إلى 500 عائلة سورية في تيسايد.
"سو جيفري"، رئيسة المجلس، قالت بأنهم لم يفكروا كثيرا أن ذلك سيثير القلق، و أنهم ما زالوا يعتقدون أن ما قاموا به مدعاة للفخر، "البناء على أرض المدرسة، ولكن بمدخل مختلف، كنا فخورين جدا باستقبال العائلات السورية التي شُملت بقانون "إعادة التوطين".
وأضافت: "لقد تكبدوا عناء رحلة طويلة كي يصلوا إلى هنا، ونريدهم أن يشعروا بأنهم مرحب بهم، لذلك تم توزيع فناجين من الشاي على الكبار، وكتب ملونة على الأطفال، ولم يستمر تواجدهم هنا فعليا أكثر من ساعة، قبل مغادرتهم إلى منازلهم، وهذا بالفعل شيئا إيجابيا تقدمه لأناسٍ عانوا الكثير".
أكد موظفون في المجلس أنهم قدموا الاعتذارات للمدرسة، وقالوا بأن هذا المكان لن يستخدم كمركز لإيواء اللاجئين بعد الآن.
وتم نشر تغريدة على حساب "تويتر" الرسمي للمدرسة: "لم تكن المدرسة على دراية بالنشاط القائم على أرضها في المبنى المجاور لها، ولم يجري إيواء أحد في المكان، والمدرسة اشتكت للسلطات المحلية".
وفي تغريدة أخرى للمدرسة نُشرت صباح الأربعاء:
"أرجوكم كونوا على ثقة بأن موقع المدرسة آمن تماما، وأن البناء المجاور فارغ ومقفل حاليا، ونتطلّع لرؤية كل الطلاب في المدرسة هذا اليوم".
و سيتم تقديم الخدمات للاجئين، بما في ذلك السكن والرفاهية بمجرد وصولهم، بناء على خطة المجلس الجديدة، وهذا جزء من برنامج إعادة توطين 20 ألف لاجئ من سوريا في المملكة المتحدة، خلال وجود البرلمان الحالي.
قالت "لين باليستر"، عضو في مجلس الوزراء للصحة والإسكان في مجلس ريد كار وكليفلاند: "إن المجلس يخطط لإعادة توطين العائلات التي فرت من الحرب في سوريا، بمقدار 25 عائلة سنويا على مدى الخمس سنوات القادمة، وإعطائهم صفة لاجئ على خلفية إنسانية".
وقد تم تشكيل فرق تطوعية في كل من "ريد كار" و "كليفلاند" لمساعدة اللاجئين، وجميعهم يتوقون لاستقبال اللاجئين فور وصولهم.