من هي"قوات السحابات" التي هاجمت مخيماً للنازحين في طرطوس؟

مخيم الكرنك للنازحين بطرطوس
مخيم الكرنك للنازحين بطرطوس

سياسي | 26 مايو 2016 | أليمار لاذقاني

يسود التوتر في مخيم "الكرنك" للنازحين السوريين بطرطوس، بعد الاعتداء عليه يوم الاثنين الماضي من قبل مسلحين.

يأوي المخيم الواقع بين شاطئ الأحلام والحميدية، نحو خمسة آلاف نازح، بحسب منظمة الهلال الأحمر السوري، موزعين في عشرات الخيم، فوق أرضٍ زراعية، يعيشون بالحد الأدنى من الخدمات الصحية والمعيشية. 
اقرأ أيضاً: أهالي قرية دير ماما: ضحايا جريمة طرطوس قُتلوا بسلاح مجهول

معظم القاطنين في مخيم الكرنك، هم عوائل لعسكريين من جيش النظام، انشقوا عنه وانضموا لصفوف المعارضة المسلحة، وفيه عائلات أخرى خسرت معيليها وبيوتها.

ماذا عن الأوضاع المعيشية في المخيم؟ يؤكد عدنان، ناشط مدني من طرطوس، أنه لا توجد أي قوة أو سلطة تدير مخيم الكرنك، أو تقوم بحمايته، فأي شخص يستطيع الدخول والخروج، دون أن يعترضه أحد.

ويضيف الناشط:" في أحيان نادرة نلاحظ وجود دوريّات للأمن العسكري، أو دوريات مشتركة بالقرب من المخيّم".

وليس مخيم الكرنك، هو الوحيد من نوعه في طرطوس، بل يوجد عدة مخيمات للنازحين في طرطوس، تضم نحو 30 ألف نازح سوري من مناطق مختلفة.

تشرف على تلك المخيمات، منظمة الهلال الأحمر، بالتعاون مع محافظة طرطوس، وبعض الجمعيّات الأهلية، التي تقدّم المساعدات الغذائيّة والألبسة والأغطية للنازحين، لكنّها وبالرغم من عملها، تبقى الخدمات دون المطلوب لحياة جيدة للنازحين، حيث يعمل معظم النازحين في المدينة بأجور زهيدة، وبعضهم من ينتظر العون من أقربائهم في سوريا أو خارجها.

من أحرق مخيم الكرنك؟

بعد سلسلة التفجيرات التي ضربت طرطوس وجبلة، يوم الاثنين الماضي، وردت أنباء عن أعمال انتقامية قام استهدفت النازحين في مخيم الكرنك. 

أم محمود إحدى النازحات في المخيّم، تؤكد أنه بعد التفجيرات قام عدة شبان باللباس المدني، باقتحام المخيم، وكانوا يتلقون الأوامر من أحد الأشخاص، يبدو أنه قائدهم.
اقرأ أيضاً: محاولة انتحار جديدة في طرطوس بسبب تردي الوضع الاقتصادي (فيديو)

وتضيف النازحة:" كان يبدو عليهم التنظيم، قائدهم وقف على بعد وراح يصدر الأوامر بالتفتيش وإخلاء الخيم، وبدأ العناصر بسلب كل ما يقع تحت أيديهم حتّى محابس الفضّة والذهب التي ترتديها النساء، ثم أمر قائدهم بالبدء بإحراق الخيم". 

وبحسب أم محمود، وصلت دورية للأمن العسكري بعد الحريق، "حصل شجار بين قائد الدوريّة وقائد المجموعة الذي عرّف عن نفسه للدوريّة بأن من قوات السحابات التابعة للنمر، لكنّ الأمر انتهى بانسحاب عناصر النمر بعد  أن أحرقوا ثلاث خيام" تختم حديثها.

من هي "قوّات السحابات"؟ بحثت روزنة في طرطوس عن الأمر، وتبين أنها مجموعة من "الشبيحة" من منطقة الخريبات القريبة من مخيم الكرنك، والتابعة لقوّات سهيل الحسن، حيث انضمّت لقوّاته بشكل جماعي تحت قيادة شخص يدعي علي مهنّا، وشاركتها في معظم معاركها.

استنكار للانتقام!

تفاعل أهالي طرطوس مع الهجوم على مخيم الكرنك، في شبكات التواصل الاجتماعي وعلى أرض الواقع، حيث دأب النشطاء والوجهاء والشيوخ، على استنكار ماحصل وصدرت عدّة بيانات وتصريحات لمشايخ من الطائفة العلويّة تدين هذه الأعمال تم نشرها على الفيس بوك.

كما قام محافظ طرطوس صفوان أبو سعدي بالتصريح لوسائل إعلام النظام بأنّ هذه الأعمال تعتبر شائنة، ويقول ناشط في إحدى جمعيات الدعم النفسي والإغاثي للنازحين:" تجمّع العديد من النشطاء وأهالي طرطوس حول جميع مخيمات النازحين، وقمنا بحراستها ليلاً لنضمن سلامة أهلنا وضيوفنا، من الموتورين  الذين يريدون زعزعة التعايش الأهلي في مدينة طرطوس".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق