انسحب "داعش".. ماذا حصل في صرين؟

انسحب "داعش"..  ماذا حصل في صرين؟
تحقيقات | 24 مايو 2016

خرجت مدينة صرين شمال حلب، عن سيطرة تنظيم داعش مؤخراً، رجع الأهالي إليها، وبدؤوا إعادة الإعمار بشكلٍ خفيف، ومسح ما خلفته الحرب!

ممارسات بشعة؟

محمد نبو من إحدى قرى صرين، يشكك بأن يكون داعش ممثلاً للإسلام، فتصرفات عناصره مع أهالي المنطقة، لم تكن تشير إلى ذلك، على حد وصفه.

بقي التنظيم مسيطراً على المكان لمدة سنة، شهدت الكثير من الممارسات، يقول نبو: "داعش جاءوا إلى قريتنا واتهموننا بالسرقة، وأمرونا بأن نهاجر إلى منطقة أخرى، في إحدى المرات أوقفوا سيارتنا التي كان يقودها ابن أخي، واشبعوه ضرباً بلا سبب، إلى أن ظنوا أنه مات، فتركوه مرمياً هناك واخذوا السيارة ونقودنا".

ويؤكد نبو أن عناصر داعش، في فترة سيطرتهم على صرين وما حولها، كانوا يضايقون الأهالي كثيراً، بفرض أوامرهم عليهم وإجبارهم على الرحيل من أرضهم وبيوتهم.

بداية خروج داعش!

بدأت وحدات الحماية الكردية في تموز عام 2015، بشن هجمات على مواقع داعش في بلدة صرين وريفها، أدت إلى انسحاب التنظيم من المنطقة، على وقع قصف طائرات التحالف كذلك لمواقعه.

لكن لم يستمر داعش بالانسحاب طويلاً، ليعود ويكمل سيطرته على البلدة، والتي تبلغ مساحتها أكثر من 200 ألف كم مربع، ويتحصن فيها منذ أغسطس، حتى انسحابه مؤخراً بعد هجوم "قوات سوريا الديمقراطية" ووحدات حماية الشعب الكردية.

وبعد ذلك، تمكنت "القوات" والوحدات، من إكمال السيطرة على إحدى ضفتي الفرات وسد تشرين الاستراتيجي، وبذلك قطعت الطرق أمام عناصر داعش، الذين كانوا يحاولون العودة إلى مدينة عين العرب "كوباني".

ماذا بعد خروج داعش؟

"نحن الآن أحرار والحرية لا تقدر بثمن، لا يمكننا أن نتقبل إملاءات أحد علينا، نحن الآن مرتاحين نفسياً" يقول أحد أبناء ناحية صرين.

مع اكتمال سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على الناحية وريفها، وانسحاب تنظيم داعش، بدأت الحياة تعود لطبيعتها رويداً رويداً، فُتحت المحال التجارية أبوابها، والمواد الغذائية أمنت للمكان.

محمد صاحب أحد المطاعم في سوق البلدة، يعبر عن ارتياحه لعودة أبناء بلدتهم إليهم، لكن غلاء أسعار السلع والمواد عاد أيضاً، بحسب وصفه.

يقول محمد: "ليس لدينا مشكلة سوى غلاء الأسعار، نريد تأمين الخبز والخضار بأسعار جيدة، ويجب أن نهتم بالزراعة كذلك لتأمين خضرواتنا بأنفسنا".

رغم العودة.. ما زال الخوف

عودة أهالي صرين وريفها، تقدر بنسبة 60% إلى الآن، بحسب نهاد قهرمان مسوؤل حاجز المدخل الجنوبي للبلدة، التابع لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، فما زال البعض متخوفاً من عودة داعش.

يتابع قهرمان: "نسمح للجميع بالمرور ونفتش في هوياتهم لنؤمن الأمان، معنا في الحاجز رفاق من أهالي صرين، إنهم يسهلون علينا العمل لأنهم يعرفون الأهالي جيداً".

أيضا هناك من لم يعد لأسباب أخرى، ويقول عنهم قيادي في الوحدات الكردية التقيناه في إحدى النقاط العسكرية القريبة من البلدة: "لم يعودا لأنهم يعلمون أننا نعرف أنهم كانوا منظمين في صفوف داعش".

سكان صرين وقراها الذين يبلغ عددهم حسب آخر الإحصائيات، 70 ألف نسمة، جلهم من العرب، ومنهم كرد وتركمان وغيرهم من المكونات السورية، كانوا يعيشون في المنطقة سوية.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق