كشفت دراسة أجرتها وكالة (أنقذوا الأطفال) أن واحدا من أصل خمسة أطفال لاجئين في اليونان، ممن هم في سن الدراسة، لم يقصدوا المدارس يوما، وفقا لتقرير نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية.
وتقول الدراسة أن هؤلاء الأطفال قد خرجوا من المدارس منذ ما يقارب العام والنصف، وكثير منهم لا يتقنون حتى حمل قلم الرصاص.
وأن هناك أطفال لاجئين، بعيدون عن صفوف الدراسة منذ 25 شهرا، أي ما يقارب العامين.
وكان المعلمون في الصفوف التعليمية في المخيمات، قد عقدوا صفوفا مؤقتة للتعليم، ولكنهم يقولون إن الأطفال متخلفون جدا عن مراحل الدراسة التي تناسب أعمارهم.
ساشا مايرز، مسؤولة الاتصالات في وكالة (أنقذوا الأطفال)، قالت: " بدأ العديد من المدرسين السوريين اللاجئين مبادراتهم الخاصة، باستخدام أدوات بسيطة متوفرة لديهم".
وأضافت: "مدرّسة سورية للمرحلة الابتدائية سابقا، تعيش حاليا في نيا كافالا، كانت قد أخلت مساحة في خيمتها لاستيعاب 25 طفلا، يحضرون دروس اللغة العربية والرياضيات، أخبرت فريقنا أن الأطفال لم يتعلموا شيئا منذ 3 أو 4 سنوات.
"معظمهم لا يتقن حتى إمساك قلم الرصاص، أو كيفية الجلوس والاستماع في الصف".
البحث الذي أجري في شمال اليونان، جمع معلومات عما يقارب 130 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاما.
روان، 12 عاما، التي غيرت اسمها لتخفي هويتها الحقيقية، كانت من ضمن الأطفال الذين أجريت معهم المقابلات. روان كانت قد هربت من سوريا مع عائلتها منذ 4 سنوات، وكانت آنذاك في الصف الثالث، ولم تذهب بعدها إلى المدرسة مجددا.
"عائلتي حاولت تعليمي بضعة أشياء منذ غادرنا سوريا، في سوريا كنت سعيدة وأستمتع بلقاء الأطفال كل يوم، نلعب سويا ونتعلم".
"من الصعب أن تقوم بهذا لوحدك، الشيء الوحيد الذي كنت أفعله سابقا في المدرسة، وأفعله الان هو الرسم".
هيلي تورنينج-شميت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة (أنقذوا الأطفال)، قالت: إن الأطفال الذين خاطروا بكل شيء للوصول إلى أوروبا، يضيعون الآن أفضل سنوات حياتهم في مخيمات اللاجئين، في مراكز الاحتجاز، ووراء أسوار الحدود".
"الكثير منهم لا يعرفون شيئا سوى أن ما يحدث صراع، عنف، تهجير قسري، وظروف يرثى لها لا تعطيهم أي أمل بمستقبلهم".
معظم الأطفال الذين أجريت معهم المقابلات، قالوا إن الذهاب إلى المدرسة كان أهم أولوياتهم، 99% من الأطفال والأهالي قالوا إن الحرب والتهجير كانوا العائق الرئيسي في وجه التعليم.
في سوريا، مدرسة واحدة من أصل خمس مدارس، تدمرت، تضررت أو تم استغلالها لأمور عسكرية، وما يقارب 2.8 مليون طفل سوري هم الآن خارج المدارس ومحرومون من التعليم.
قد يبقى اللاجئ مشردا، بانتظار الاستقرار مدة تقارب الثلاث سنوات على الأقل، ما يعني تقريبا مرحلة الطفولة كاملة.
مؤسسة (أنقذوا الأطفال) توسع نشاطاتها التعليمية حاليا، لتتمكن من تزويد الأطفال اللاجئين بأساسيات التعليم عبر الصفوف المؤقتة.
حيث تقدم الوكالة دروسا غير رسمية، بما في ذلك اللغتين: الإنكليزية واليونانية.
ويشكل اللاجئون السوريون 49% من عدد اللاجئين في اليونان.