يعاني الشباب المتبقي في درعا من عدم توفر عمل يعينهم في حياتهم اليومية، ما دفعهم للبحث عن حلول أخرى.
اقرأ أيضاً: استمرار التمرّد ضد النظام السوري في درعا… إلى أين تتجه المحافظة؟
عمر شاب في الثلاثين من العمر ترك عمله في التجارة ولجأ إلى تربية بعض الأغنام كوسيلة بديلة لكسب الرزق، محاولاً الاستغناء عن ما يعتمد على تقلبات السوق وعن ابتزاز حواجز النظام لهم.
لم يقتصر الحال على ذلك فشريحة أخرى من أصحاب المهن، لم تعد تستطيع مقاومة ارتفاع الأسعار وتقلب سعر صرف الدولار أمام العملة السورية. كعبد الغني شاب من ريف درعا الشرقي، يعمل في صنع الحلويات وانتقل إلى تربية الطيور ليؤمّن مصدر دخل أكثر ثبات مع تردي الأوضاع الاقصادية المتزايد، واعتبار الحلويات لدى الناس نوعاً من الرفاهية.
تغيرات نوعية تحصل بالمهن في درعا، فعمال البناء أمست مهمتهم الهدم بدل البناء فغلاء أسعار مواد البناء وعدم سماح النظام بدخولها لمناطق المعارضة، دفعهم لاستغلال المنازل المدمرة لإعادة تدوير وترميم منازل تضررت من القصف.
أيمن عامل كان يبني المنازل تحول إلى هدمها وترميم البيوت، ويواجه الكثير من الصعوبات في تأمين المواد من بيوت مهدمة بالكامل لترميم آثار القصف في بيوت ما زالت تنبض بالحياة.
تحول كبير يطال نمط الحياة والعمل في درعا، فمن عامل بناء إلى عامل هدم، أنماط جديدة يحاول أبناء المحافظة من خلالها كسر الحاجة إلى مواد تمر عبر النظام والاعتماد على الاكتفاء الذاتي.