لم تعد الأراضي والبساتين في مناطق بدرعا وريفها، مزروعة بالخضراوات فقط، ثمة مخلفات للحرب وألغام قاتلة، موجودة فيها.
اقرأ أيضاً: مخلّفات الحرب تلوّث معظم الأراضي السورية ودوريات التوعية مستمرة
خرج أسامة وأصدقاؤه إلى مزارعهم بريف درعا لزيارتها، والكشف عليها، وفجأة، حدث انفجار، وأصيب بقدمه اليمنى.
يقول الشاب: "وقتها لم أعِ أي شيء، بعد يومين صحوت في المشفى، وقدمي اليمنى مبتورة، وحدثت أكثر من حالة بتر في منطقتي، بسبب الألغام".
بعض الحلول لتفادي الخطر!
كان هناك بصيص أمل لدى المتضررين من مخلفات الحروب، في إيجاد حل لمشكلة الألغام المزروعة بكثافة، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بدرعا. وذلك بعد تشكيل سرايا هندسة تابعة لمقاتلي المعارضة، ساعدت في تخفيف الإصابات وإنقاذ الأرواح، قدر المستطاع.
رأفت الخطيب عنصر في إحدى كتائب الهندسة، خضع لدورة بتفكيك الألغام، والكشف عنها، وعمل بتفكيك الكثير منها، لكنه يفتقر للخبرة بالتعامل مع مخلفات القنابل العنقودية.
وحول ذلك يوضح الشاب "تعلمنا كيف نتعامل مع العنقودي الذي ينزل أثناء المعارك على المدنيين العزل، الكثير من الناس راحوا ضحايا الألغام الفردية والعنقودية، نتمنى أيضاً أن نختص بموضوع القنابل العنقودية، من أجل مساعدة أهالينا من هذا الخطر".
مخاطر على المختصين
ومع ذلك، تبقى سرايا الهندسة معرضة دوماً للخطر أثناء البحث عن مخلفات الألغام في درعا وريفها، فالخطأُ الأول هو الخطأ الأخير، وأودت الأخطاء البشرية بحياة الكثيرين من ذوي الاختصاص في هذا المجال.
أبو محمد مسؤول أحد كتائب الهندسة، أصيب أثناء عمله، مؤكداً أنه لا يخلو من المخاطر، ولو كان بسيطاً.
"انفجر صاعق عنقودي أثناء تفكيكنا له، نتيجة خطأ شخصي من أحد الشباب، كانت نتيجته إصابتنا نحن الاثنين، والحمد لله قدر ولطف وكانت الإصابة خفيفة، وتماثلت للشفاء"، يؤكد أبو محمد.
ويصر الرجل، على الاستمرار في عمله رغم الخطورة، فغايته، إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح.
أسباب الخطر
الكثير من أهالي درعا فقدوا حياتهم بسببِ مخلفاتِ الحرب، بحسب "أبو ياسين السرحان" مسؤول الدفاع المدني في درعا.
يوضح أبو ياسين، أنه بعد سيطرة قوات المعارضة على نقاط تابعة لجيش النظام وقطع عسكرية وثكنات، تترك الأخيرة خلفها، ألغاماً في الحقول والمزارع.
"هذه الألغام تسبب خطراً للمزارعين الذين يتوجهون لمزارعهم، وحدث هناك عدة حالات من الانفجار بالمدنيين في منطقة تسيل والمناطق الغربية والشرقية، وفي المناطق التي كان يوجد فيها قطع عسكرية وتم تحريرها"، يؤكد أبو ياسين.
ولعدم وجود مخططات لهذه الألغام المزروعة، أصبحت عشوائية، وتواجدها بشكل عشوائي مما يؤدي إلى إصابة المدنيين الذين كانوا يتوجهن لمزارعهم.
ويوضح أبو ياسين، أن 35 شخصاً أصيبوا بالألغام والقنابل العنقودية مؤخراً، والتي يسببها قصف الطيران، وهي منتشرة في المناطق التي يقصفها النظام. موضحاً: "هناك خطة للدفاع المدني بتدريب فريق مختص بمحافظة درعا لمعالجة تفكيك الألغام، وتفكيك القنابل العنقودية وكيفية التعامل معها، وهذا الفريق سينطلق بالفترة القادمة وسيخضع لدورات عالية المستوى لكيفية التعامل مع مخلفات الحروب و الذخائر غير المنفجرة".
يبقى الخطر محدقاً بالمواطنين في أي مكان، ولكن لابد للحياة أن تستمر مهما كانت الأخطار كما يقول الكثير من أهالي درعا، بيد أن ضعف الإمكانات والخبرة في التعامل مع مخلفات الحروب، تبقى قائمة!