"كنت على وشك الولادة، لكن رغم ذلك أجبروني على الانتظار طويلاً عند بوابة المخيم، بحجة إجراءات الخروج، هل يحتاج خروج الطفل من أحشائي لإذن من إدارة المخيم؟"، تقول عليا إحدى النساء اللواتي يعشن في مخيم سلمان شاه، للاجئين السوريين، بمدينة تل أبيض التركية.
يضطر اللاجئون في المخيم، لإجراء معاملات طويلة ليستطيعوا الخروج منه، وينالوا حريتهم التي شردوا من أجلها! على حد تعبيرعليا.
تحت رحمة المختار..
ينقسم مخيم سلمان شاه القريب من مدينة تل أبيض شمال سوريا لـ 10 أحياء، ولكل حي يوجد مختار، ويتوجب على اللاجئين تقديم طلب الإجازة له لكي يسمح لهم بالخروج من المخيم لمدة أسبوع، وتقول أحلام إحدى اللاجئات في المخيم، "لاتوجد معايير ثابتة لموافقة المختار على الخروج من المخيم، وفي أغلب الأحيان تكون مزاجيته هي من تحكم على طلبي!"، وتضيف، "هناك تدقيق كبيرعلى خروج النساء والأطفال من المخيم".
ولاتنتهي معاناة اللاجئين بعد حصولهم على موافقة المختار، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للوقوف بإذلال أمام حرس البوابة، لساعات طويلة قبل الخروج من المخيم، الذي يغلق أبوابه عند الساعة الـ 8 مساءً.
مخيم محاصر من حارسيه !
الأوضاع الاقتصادية في المخيم تكاد تشبه الداخل السوري إلى حد كبير، حيث تغلق إدارة المخيم الأبواب في بعض الأحيان لمدة تتجاوز الثلاثة أيام، بدون ذكر أية أسباب لإغلاقه.
يقول محمد أحد اللاجئين في المخيم لروزنة:" ترتفع جميع أسعار المواد الغذائية في المخيم، بعد إغلاق الأبواب لمدة طويلة"، ويضيف:" كلما أغلقت الأبواب أتذكر أيام الحصار الذي هربنا منه في سوريا".
كهرباء مغيبة إلا عن الإدارة
وازدادت معاناة اللاجئين بعد تردي الواقع الخدمي في المخيم، حيث بدأت إدارة المخيم منذ 19 من نيسان الجاري، قطع الكهرباء من الساعة الواحدة بعد الظهر، وحتى السابعة الخامسة مساءاً، مايجعل الحياة صعبة للغاية بالنسبة للاجئين، إذ أنهم يعتمدون على الكهرباء، في أبسط الأمور مثل طهي الطعام، لأن إدارة المخيم تمنعهم من إدخال "الغاز"، كما أن انقطاع التيار الكهربائي، يتسبب بشكل آلي بانقطاع المياه عنهم.
"قاموا بفصل شبكة الكهرباء التي تغذي أحياء المخيم عن شبكة الإدارة، لتبقى الكهرباء فقط عند الإدارة.. ولم يتم إيضاح أي شيئ لنا.. لا ندري لماذا يعاملوننا بهذه الطريقة"، يقول محمد.
يشار إلى أن، مخيم سليمان شاه، أو "مخيم تل أبيض" كما يسميه السوريون، يعد أكبر المخيمات في تركيا، ممتداً على مساحات شاسعة جنوب البلاد، ويعيش فيه نحو 30 إلى 50 ألف نسمة، من اللاجئين السوريين.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)