تدير المجالس المحلية في محافظة إدلب عمل الأفران، إذا أنشئ الفرن عن طريق مجلس المحافظة أو أي منظمة أخرى فتعتبر ملكيته للمجلس المحلي، ويعد مسؤولاً عن تأمين الطحين وباقي المواد اللازمة لتشغيله، وتوزيع الخبز على المواطنين، وفي حال عدم وجود أي جهة داعمة، فإن الأسعار لا تتناسب مطلقاً مع القدرة الشرائية للمواطن.
المهندس أحمد الشمالي، رئيس المجلس المحلي لبلدة كفر عويد بجبل الزاوية، قال لـ"روزنة": "يرتفع سعر الخبز بشكل كبير في الأفران حين ينقطع الدعم، كما أن المتحكم بسعر ووزن الربطة هي غالباً الجهة الداعمة للطحين، ومن هنا، تبدأ مشاكل سعر الخبز".
كيف يعمل مجلس المحافظة؟
التقت روزنة "دريد رحمون"، عضو لجنة دعم رغيف الخبز في معرة النعمان، وشرح آلية عمل المجلس:"يتولى مجلس المحافظة مهمة تشغيل الأفران وتدبيرها، بطريقة تصل فيها الربطة إلى المواطن بسعر مناسب ومنافس في نفس الوقت في السوق، وأضاف "اعتمدنا قبلاً في توزيع الطحين على دراساتٍ خاصة، وأخذنا عينات عن الأفران، وقمنا بدراسة تكلفة إنتاج الربطة باستخدام كميات الطحين المقدمة لنا، وبإضافة كمياتٍ أخرى من الطحين البلدي، كي يستمر الانتاج لفترةٍ أطول".
كما أشار رحمون إلى أن تحديد كميات الطحين يتم بالتنسيق مع المجلس، وقدمت منظمة الهلال الأحمر التركي ومؤسسة الحبوب التابعة للمعارضة، الكثير من المساعدة.
دور المجالس المحلية؟
سعى مجلس محافظة إدلب، من خلال مشروع "آفاد" لدعم الخبز، بالتعاون مع الحكومة التركية، والمؤسسة العامة للحبوب التابعة للحكومة السورية المؤقتة، إلى تفعيل دور المجالس المحلية، من خلال إبرام اتفاقيات لإدارة الأفران وتسليمهم كميات الطحين اللازمة، لعمل تلك الأفران. بحسب دريد رحمون.
وأوضح في معرض حديثه: "تلك المجالس قامت بأداء عملها على أفضل وجه، وساهمت في إنتاج مادة الخبز، عن طريق دراسات ميدانية، واختيار الأفران المناسبة لخبز الكميات المقدمة، وتوزيعها وإيصالها للمواطن، بالشكل المناسب بعيداً عن الاحتكار".
لكن المشكلة تبقى قائمة، وهي تفاوت الأسعار، بسبب وجود أفران خاصة، تعتمد على شراء مادة الطحين من السوق، الأمر الذي أدى لاتساع فارق السعر، بين الفرن الخاص، والفرن المدعوم من المعارضة ومشروع "آفاد".
"آفاد" ومجلس المحافظة
من خلال مشروع آفاد، قدم مجلس محافظة إدلب مادة الطحين بالتنسيق مع الهلال الأحمر التركي والمؤسسة العامة للحبوب التابعة للمعارضة.
وحول ذلك، يتحدث زياد طبش عضو مجلس محافظة إدلب ورئيس لجنة الأفران والطحين، موضحاً "تم التعاقد مع 49 مخبزاً ويتم تقديم مادة الطحين بشكل يومي بمعدل 124 طناً كمخصص لمحافظة إدلب، وفريق العمل المكلف بمتابعة ومراقبة جودة الخبز والأسعار، مؤلف من 35 موظف رقابة وجودة".
وعن الصعوبات التي تواجه مجلس المحافظة في هذا المجال يقول طبش: "لا توجد أي صعوبات أو معوقات أمامنا في العمل، سوى أن المشروع يستمر لمدة شهرين متتالين ويتوقف لمدة شهرين، بسبب غياب الجمعيات الداعمة والرائدة في ملف الطحين".
الأفران الخاصة وتحديات الأسعار
تبدو الأفران الخاصة مرنة أكثر، في تأمين الخبز، رغم أن سعر ربطة الخبز يتراوح بين الـ125 والـ150 ليرة، بينما تباع الربطة في الأفران التابعة للمجالس المحلية بـ100 ليرة سورية، ولكن عملها لايخلو من صعوبات.
أبو خالد، مالك أحد الأفران الخاصة بريف إدلب، قال لروزنة: "بعد فترة من إنشاء الفرن، بدأت الصعوبات تعترضنا، ومن أهمها ارتفاع أسعار الطحين، بسبب ارتفاع الدولار، وكذلك المحروقات، والتي تُفقد من السوق في بعض الأحيان، إضافة لأجور العمال، التي علينا دفعها".
حسين الراغب من ريف معرة النعمان الغربي، قال: "غلاء سعر الربطة في الفرن الخاص، أدى لعزوف الناس عنها والتوجه إلى الأفران المدعومة، بسبب رخص سعر الربطة، على الرغم من جودتها المتدنية بالمقارنة مع مثيلتها في الفرن الخاص".
الخبز هو المادة الغذائية والأساسية للسوريين، ووجود 70% من السكان تحت خط الفقر، يجعل تأمين هذه المادة من الصعوبات الكبرى، بسبب ارتفاع سعرها تدريجياً، يضع على عاتق المجالس المحلية والمنظمات الإنسانية ضرورة إيجاد سبل وحلول، لدعم الأفران بالطحين والمصاريف، لتخفيض أسعار الخبز.