عاد مئات السكان المهجرين إلى منازلهم في مدينة تدمر وسط سوريا، يوم السبت الماضي، لتفحّص بيوتهم وأغراضهم، بعد أن استطاعت القوات المدعومة من روسيا من استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قبل نحو أسبوعين.
بعد مضي عشرة أشهر على هروبهم من مدينتهم الشهيرة؛ وصل السكان إلى تدمر على متن حافلات تابعة للنظام السوري، قادمين من محافظة حمص التي لجؤوا إليها هرباً من تنظيم "داعش".
"أول ما تفحصته في المنزل هو السقف" قال خضر حمود، وهو موظف حكومي عمره 68 عاماً، مضيفاً أنه ارتاح حين وجد أن السقف ما زال موجوداً.
"الجدران، النوافذ والباب أيضاً ما زالوا هناك، وهذا يكفي كي أعيد عائلتي إلى تدمر"، يقول خضر.
دُمرت مدينة تدمر التي يسكنها سبعة آلاف نسمة، خلال سنوات الحرب الخمس، وعناصر تنظيم "داعش"، زرعوا الألغام حول المدينة قبل انسحابهم منها.
بينما كان خضر حمود والآخرين يتفحصون منازلهم ويجمعون أغراضهم الشخصية؛ كان خبراء الألغام الروس مشغولون بإزالة الألغام، و صوت الإنفجارات كان يخترق المسافات.
وقال صحفي في وكالة "فرانس برس": "الكثير من المجمعات السكنية كانت مدمرة جزئياً، بينما الجزء الآخر كان مدمر كلياً".
كانت النوافذ وبعض الجدران محطمة في منزل حمود، وبالرغم من أنها ما زالت صامدة؛ إلا أنها مثقوبة بالرصاص كلياً.
وأخبر مسؤول محلي وكالة "فرانس برس"، أن السكان لم يسمح لهم بقضاء الليلة في تدمر، ريثما يتم إصلاح البنية التحتية وإلى حين إتمام عملية إزالة الألغام.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، "لا يوجد كهرباء أو ماء، ونحن مستمرون بإزالة الألغام من حواف المدينة"، مضيفاً: "سنحتاج ثلاثة أسابيع على الأقل لإصلاح البنية التحتية للمدينة، حتى يستطيع العيش في منازلهم".
وقال حمود أنه ترك عائلته في حمص، لأنه لم يردها أن ترى حجم الأضرار والدمار. ولكن قبل الصعود في إحدى الحافلات التابعة للنظام السوري، صعد إلى غرفة أولاده ليلتقط دمية.
ويشرح حمود: "وعدت عبدو أنني سوف أحضر ألعابه التي يريدها، والتي تركها في غرفته".
تدمر كانت وجهة سياحية أساسية قبل بدء الصراع السوري الذي بدأ في 2011، وهي معروفة بآثارها القديمة الشهيرة، التي تتضمن الطرق المعمّدة والمعابد التي يبلغ عمرها ألفي عام.
إلا أن داعش دمر بعض أبرز المعالم الأثرية، واستخدم المدرج القديم مكاناً للإعدامات الميدانية.
*ترجمة: هلا البلخي