ممثلة اليونيسف: جميع الأطراف استخدمت المياه كسلاح بالحرب السورية

ممثلة اليونيسف: جميع الأطراف استخدمت المياه كسلاح بالحرب السورية
تحقيقات | 09 مارس 2016

واصلت منشأة معالجة المياه في منطقة الخفسه أعمالها في الرابع من الشهر الجاري، لحل مشكلة قطع المياه في حلب نتيجة القصف الجوي، والذي يؤثر على حياة أكثر من مليوني شخص.

وحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، يعد مرفق معالجة المياه في الخفسه أحد أهم المرافق في سوريا، حيث تنتج المحطة ما معدله 400 مليون لتر من مياه الشرب يومياً.

وحول موضوع عودة المياه النظيفة لحلب، قالت ممثلة اليونيسف في سوريا، هناء سنجر، في تصريح خاص لروزنة الإثنين: "تقوم المحطة بسحب المياه من نهر الفرات، الذي يعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب لأكثر من مليوني شخص لكامل مدينة حلب والمناطق الشرقية من المحافظة، وقد تم في 16 من كانون الثاني هذا العام إغلاق المحطة عن قصد من قبل النظام".

وأردفت: "إن استمرار تدفق المياه النظيفة مرة أخرى يعتبر أمراً منقذ للحياة لسكان حلب"، مضيفةً: "هناك حوالي مليون طفل يعتمدون على هذه المحطة للحصول على المياه الصالحة للشرب، والتي تعتبر ضرورية لمنع انتشار الأمراض التي تنقلها المياه، ويمكن أن تكون مهددة للحياة وربما في أسوأ حالتها تسبب وفاة الأطفال".

وأشارت سنجر إلى خطورة استخدام المياه كسلاح في الحرب بسوريا: "لقد تم استخدام المياه كسلاح في الحرب من قبل جميع أطراف النزاع في سوريا. كما تم حرمان الملايين من المدنيين من الحصول على المياه النقية للشرب والاستخدام المنزلي". 

وحول الأساليب المتبعة لقطع المياه، قالت: "تشمل الأساليب المستخدمة القيام بقطع المياه من المصدر، والغارات الجوية والهجمات البرية على مرافق المياه وإعاقة وصول العاملين المدنيين للحفاظ على وإصلاح وتشغيل المرافق". 

وبحسب سنجر، وثقت اليونيسف مثل هذه الأساليب في أماكن بحلب ودمشق وريف دمشق ودرعا وحماة، "في عام 2015 وحده واجه أكثر من خمسة ملايين سوري نقصاً حاداً في المياه مهدداً للحياة بسبب اتباع هذه الأساليب".

كما أوضحت ممثلة اليونيسف في سوريا، أنه "ينبغي على أطراف النزاع أن يتوقفوا عن الهجوم المتعمد على إمدادات المياه التي لا غنى عنها لبقاء الناس، ويتوجب عليهم أيضاً أن يقوموا بحماية الأفراد الذين يقومون بعمليات معالجة وتوزيع المياه وبصيانة خطوط المياه". 

وركزت سنجر على حق الأطفال السوريين بامتلاك مياهاً نظيفة، قائلةً: "أطفال سوريا وعائلاتهم يمتلكون الحق في الحصول على المياه الصالحة للشرب وللنظافة الشخصية".

وأضافت: "قامت اليونيسف خلال الأسابيع الماضية بالعمل بشكل وثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بدعم نقل المياه، والإصلاحات الطارئة وإعادة التأهيل حتى تتمكن أنظمة البنية التحتية للمياه من العمل لخدمة سكان حلب".

وأكدت سنجر، أن اليونيسف تقود قطاع المياه والصرف الصحي الإنساني داخل سوريا، كما تقوم بتنسيق الدعم لتوفير خدمات المياه والصرف الصحي للسكان.

ولفتت إلى أن، "برامج اليونيسف للمياه والصرف الصحي توفر خدمات المياه والصرف الصحي في جميع محافظات البلاد، مع التركيز على ثلاثة أنواع من الخدمات، هي: الإيصال العاجل للمياه مثل نقل المياه وتوفير معدات الصرف الصحي في حالات الطوارئ لمساعدة 2,4 مليون شخص. وإعادة تأهيل شبكات البنية التحتية، بما في ذلك الأنظمة التي تضررت جراء الهجمات العسكرية. وتوفير المياه لحوالي 7,8 مليون نسمة، وتوفير معقمات المياه لمحطات الضخ التي تقوم بتوصيل المياه النقية إلى 12 مليون سوري في جميع المحافظات".

يذكر أن حلب كانت تعاني أزمة شديدة في عدم توفر المياه الصالحة للشرب، في عام 2015 قامت اليونيسف بتوثيق حالات محددة لجميع أطراف النزاع في سوريا، تم فيها استخدام المياه كسلاح في الحرب الدائرة، وتقدّر اليونيسف أن حوالي 5 مليون شخصٍ يتأثرون من شُحّ المياه في سوريا، 2,3 مليون منهم في حلب.

يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق