"أخشى أن نبقى عالقين هنا للأبد"، بهذه الكلمات عبّر "رشيد" عن مخاوفه. وهو مهاجر سوري اجتاز مياه بحر إيجة، بين الشواطئ التركية واليونانية، قاصداً الوصول إلى أوروبا.
يتشارك رشيد معاناته مع آلاف العالقين على الحدود اليونانية المقدونية، عند معبر "إيدوميني"، منذ بدء أزمة تدفق اللاجئين الأخيرة، في 16 شباط الماضي، التي بدأت، بعد تركيز دول بلقانية، وهي المجر وتشيكيا وبولندا وسلوفاكيا، على إغلاق حدودها، أمام تدفق اللاجئين الذين يتخطون اليونان.
رشيد الذي ترك بلاده بعد أن استعرت الحرب هناك، دخل بشكل غير قانوني إلى تركيا، ليقصد مدينة أزمير ومنها إلى إحدى الجزر اليونانية.
يتابع حديثه لروزنة: "تخطينا 10 آلاف شخص والعدد في تزايد يومي، الأطفال ينامون في العراء، وهناك حالات صحيّة حرجة بين العالقين هنا".
يشعر الشاب بالقلق حالياً، بسبب الشائعات القادمة من نقطة التفتيش الحدودية الخاصة بمقدونيا، حيث سمع من بعض الناس، أن السلطات المقدونية، تعيد إلى اليونان كل من يوجد على جوازه، ختم دخول نظامي إلى تركيا أو لبنان.
ويضيف: "سمعت أنهم يقومون بتفتيش أجهزة الموبايل في نقطة التفتيش، مع ذلك سأبقى هنا في خيمتي ريثما يحين دوري".
انتقادات يونانية
رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، انتقد يوم السبت الماضي، إغلاق دول البلقان الحدود مع بلاده في وجه اللاجئين، انتقاداً حاداً.
وقال في تصريحات صحفية: "لا يمكن أن تصدر قمة الاتحاد الأوروبي شيئاً، ثم تأتي مجموعة من الدول وتتفق على إغلاق الحدود بخلاف ما صدر عن الاتحاد".
روزنة اتصلت مع مهاجرين سوريين آخرين، عالقين عند الحدود اليونانية المقدونية، لمعرفة المزيد من أحوالهم.
"سوزان" عالقة مع عائلتها على الحدود منذ عدة أيام، أكدت لروزنة: "الوضع سيء جداً ومهددين بكارثة إنسانية، هطل المطر البارحة علينا، فاضطررنا إلى نقل خيمتنا لمكان آخر، كثير من الناس يبيتون في العراء ويعانون من شدّة البرد، أصوات الأطفال وبكاؤهم لا يتوقف".
وتوجهت سوزان، بمناشدة إلى المنظمات الإنسانية ودول الإتحاد الأوروبي، بالتدخل السريع لحل هذه الأزمة.
وعود أوروبية
مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة ديمتريس أفراموبولوس، قال لصحيفة"دي فيلت" الألمانية الأسبوع الماضي: "سنجري تقييماً شاملاً للوضع في 12 أيار. إن لم نر تقدماً بحلول ذلك الموعد فلن نتردد في وضع شروط تكفل تمديد إجراءات مراقبة الحدود في أوروبا".
"أم شام" وصلت إلى اليونان مع ابنتها وطفلتها الرضيعة، بعد رحلة شاقة استمرت لساعات وسط البحر والأمواج العاتية.
ستة أيام على هذا الحال، تنام أم شام وابنتاها في العراء، من دون خيمة، عند الحدود اليونانية المقدونية، رغم وجود بعض الخيام، تأوي اللاجئين السوريين وغيرهم. وضعٌ، تسبب بإصابة ابنتها الصغيرة بالزكام.
وتقول أم شام: "لا أستطيع المشي بسبب حادث استدعى تركيب صفائح حديدية في قدمي، الطقس بارد جداً هنا، والمسؤولون يدخلون المهاجرين إلى مقدونيا، بحسب الأرقام، وبين دورنا ورقمنا آلاف الأدوار".
مخاوف عديدة تراود السوريين العالقين على الحدود اليونانية-المقدونية، تتضاعف مع توالي الأيام، لم يجد البعض منهم سوى التظاهر وحمل لافتات كرتونية بسيطة، كوسيلة للتعبير عن معاناتهم، آملين في إيجاد حل قبل أن يدقَّ ناقوس كارثة إنسانية جديدة.
كما يتزامن ذلك الوضع، مع أنباء عن أن السلطات اليونانية، تمنع القادمين من مناطق سوريّةٍ آمنة، من العبور خارج حدودها.