دخلت المرأة السورية بقوة إلى عمل الدفاع المدني، واستطاعت المساعدة وإنقاذ الكثير من المدنيين، كعائلة أبو ناصر التي نجت من القصف في درعا، بسبب مساعدة نساء الدفاع المدني.
يقول أبو ناصر: "تعرض منزلي للقصف وكنت أنا وعائلتي فيه، وخلال دقائق استطاعت سيارات الدفاع المدني الوصول إلى المنطقة، وتمكنوا من إسعاف أطفالي وزوجتي إلى المشفى الميداني، وإخراجهم من المنطقة".
ويؤكد الرجل: "بصراحة لولا وجودهنّ لكنت تعرضت للخطر الكبير، بسبب تزايد القصف على نفس المكان والحمد لله قدر ولطف".
لا خوف في قاموس النساء
يبدو أن سيدات الدفاع المدني السوري، لا يخفن من القصف ولا يخشين صعوبة العمل، ليثبتن أنهنّ قادرات على إنقاذ الآخرين، رغم الظروف.
انجي المحاميد، تطوعت في جهاز الدفاع بدرعا. في بداية عملها، واجهت صعوبات عديدة، كالخوف، والتأثر بمشاهد الدماء وأشلاء المدنيين، لكنّها حالياً، لا تخشى العمل، فالغاية إنقاذ الأرواح.
"المهام التي يقوم فيها العنصر النسائي بالدفاع المدني، هي التوعية والحملات الطبية والإسعاف حالياً، طبعاً المهام لا تقتصر على النساء، فقط يمكن أن يقوم بها الرجال والنساء، وبالنسبة للعمل نقوم فيه سوياً" تقول انجي، شارحةً مهامها في جهاز الدفاع.
وتتابع: "العمل بالدفاع المدني هو نفسه للرجل والمرأة، علينا الصبر والتحمل والتحلي بالجلد حتى نساعد الجرحى، وأما شعورنا الداخلي فهو حزن وقهر أكيد، فمناظر الجرحى تدمي القلوب".
أهداف النساء من العمل؟
تختلف حالات الانخراط ضمن عمل الدفاع بين متطوعاته، ويجمعهن هدف واحد، هو مساعدة الناس وحمل أعباء الحالات الإنسانية الصعبة، التي يعيشها الأهالي في مناطق المعارضة السورية.
"التحقت بالدفاع المدني في درعا، بسبب الظروف الصعبة، التي تتطلب مشاركة جميع أفراد المجتمع من ذكور وإناث في هذا المجال"، تتحدث خلود، عن أسباب انضمامها للدفاع المدني.
وتؤكد خلود أنه لا يوجد خوف عندها، من هذا العمل، مشيرة إلى أهمية إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مدنيين، خلال الحرب الدائرة، والقصف من قوات النظام على مناطق المعارضة في جنوبي سوريا.
مواقف عالقة في الذاكرة
تتعدد أوصاف عمل سيدات الدفاع ومهامهنّ، وتبقى المواقف المؤثرة ومشاركة الناس جراحهم والوقوف إلى جانب رجال الدفاع. عالقة في ذاكرة الكثيرات منهن.
"الدفاع المدني حياة محفوفة بالمخاطر، ولكن لا تعيقنا صعوبات، فتوحدنا رجالاً ونساء تحت خطوط النار لإنقاذ الأرواح خلال القصف" تؤكد فاطمة، متطوعة في الدفاع المدني بدرعا.
ورغم قوة فاطمة وحماسها لإنقاذ أرواح أبناء بلدها، إلا أن العديد من الحوادث ما تزال في ذاكرتها، "معانقة طفل جريح خارج للتو من تحت الأنقاض أكثر دفئً من أي شيء"، تقول فاطمة.
وتضيف في حديثها لروزنة: "ما زلت أذكر الطفلة التي لا تتجاوز الثامنة من العمر، فقدت ساقها، أخوها فقد ساقيه، دموعهما أحرقت قلبي، فاقتربت اليهما لأخفف عنهما، فصدمني كلام الأخ لأخته، لا تخافي ولا تبكي يا حبيبتي راح نلحق بابا وماما، وهنا علمت أن والدهما قد استشهدا".
ورغم الظروف، يستمر عمل نساء الدفاع المدني في سوريا، رغم المخاطر والظروف الصعبة والقاسية، والمرأة السورية تؤكد دوماً. أنها قادرة على العمل والمساعدة في كل شيء.