توغلت في التاسع عشر من شباط الجاري، آليات جرف تركية داخل الأراضي السورية قرب قرية قرمتلق الحدودية في منطقة عفرين شمال غرب حلب، وقامت بقلع أشجار الزيتون التي يملكها مواطنون سوريون من أبناء المنطقة بعد أن حذرت أهالي القرية من الاقتراب.
إحسان، أحد سكان القرية ومتضرر من العملية التركية، قال لـ"روزنة": إن "الجنود الأتراك قاموا بتجاوز الحدود الدولية المرسومة وأقدموا على ضم مساحات من الأراضي العائدة لفلاحي القرية".
ويوضح إحسان قائلاً: "صدر قرار تحريك الحدود من أنقرة وتحدثت بنفسي مع ضابط تركي وأكد لي ذلك بعد أن اشتكيت لديه من هذا الظلم، وقال لي أن القرار ليس بيدنا.. وقاموا بتجاوز الحد الفاصل المعروف سابقاً".
وتابع: "خسرت جراء هذه العملية خمسين شجرة زيتون وبعد أن يتم وضع الجدار الإسمنتي سأخسر أشجاراً أخرى لأننا سنضطر إلى اقتلاع أشجار جديدة لفتح طريق جديد بعد استيلاء الجانب التركي على طريقنا القديم".
وأضاف: "أنقل الآن الأشجار المقتلعة بعد قطعها ولا نستطيع فعل أي شيء أمام هذا الظلم".
اعتداء على رزق السوريين؟
رفعت، متضرر آخر يقول إن "الدولة التركية تستغل حالة عدم وجود دولة في شمال سوريا وتقوم بالاعتداء على ممتلكات المواطنين وتلحق أضراراً كبيرة بمصدر رزقهم"، مضيفاً: "الجيش التركي اقتلع أربعين شجرة من أشجاري.. الأشجار المقطوعة التي ترونها تعود لناس منهم من زرعها بيديه قبل خمسين عاماً ومنهم من اشتراها".
ويستنكر رفعت العملية التركية، متسائلاً "إذا لم تك هنا دولة هل من حق دولة أخرى أن تعتدي على أراضي مواطني دولة جارة؟!.. إنه الظلم بعينه".
أعداد أشجار الزيتون التي اقتلعت
أما مزيت، يتيمة والديها ورثت عن أبيها ستين شجرة زيتون تم اقتلاعها من جذورها لتبقى هي وأختها بدون مصدر رزق.
تقول مزيت لروزنة" "اشترى أبي لي ولأختي ستين شجرة زيتون وبعد وفاته اعتمدنا في معيشتنا على مردود هذه الأشجار إلى أن قام الأتراك بقطع خمسين شجرة"، وتساءلت: "كيف سنتدبر معيشتنا بعد الآن ونحن لا نمتلك مصدر رزق آخر؟".
وأردفت، "ماذا فعلنا لهم حتى يقوموا بهذا العمل الظالم؟!.. لم نقم بأي عمل يسيء إليهم .. الدولة التركية تقوم بنهب ممتلكاتنا وأرضنا".
مساحة الأرض التي اقتلع منها الجنود الأتراك نحو ألف وخمسمئة شجرة زيتون تقدر بطول ألفين وخمسمئة متر وبعرض يتراوح بين العشرين والخمسين متراً، لذا يبلغ مجمل خسائر أهالي القرية بعد قطع الأشجار نحو مئتي مليون ليرة سورية، كما يقولون.
ويعكف الجانب التركي أيضاً منذ فترة على بناء جدار إسمنتي على طول الشريط الحدودي ليمنع التسلل عبر الحدود وليضم أراض سورية في عدة مواقع أخرى مثل قرية حمام وميدان أكبس.