أين ينام السوريون على حدود تركيا؟

أين ينام السوريون على حدود تركيا؟
تحقيقات | 22 فبراير 2016

يستمر نزوح آلاف العائلات من مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، نحو الحدود التركية، بعد وصول المعارك المحتدمة إليها، إثر تقدم جيش النظام السوري وقوات "سوريا الديمقراطية" في المنطقة، بالإضافة إلى قصف الطيران الروسي.

تتجمّع العائلات أمام معبر باب السلامة، آملة بفتح السلطات التركية أبوابها لهم البوابة وإدخالهم إلى أراضيها، لكن لم يحصل ذلك، لتبدأ إدارة المعبر من الجانب السوري بتأمين أكبر عدد ممكن من الخيم للعائلات النازحة، لكن بقيت آلاف العائلات في العراء، كحالة الحاج عبد الله الذي نزح من ريف حلب الشمالي، نحو الحدود بالتزامن مع تقدم المعارك باتجاه بلدته.

مأساة كبيرة

تجتمع العائلات التي لم تتمكن من تأمين مأوى لها إلى الآن، بين أشجار الزيتون في الأراضي القريبة من الحدود التركية، منتظرة أن يأتيها أحد ويقدم لهم المساعدة المناسبة.

يقول الحاج عبدالله لروزنة: "اجتماعات السياسيين الهادفة لحل القضية السورية لم تأت بثمارها، بل على العكس زادت الأمر سوءاً، فالطيران الروسي لا يهدأ ويقصف بشكل يومي القرى والبلدات بريف حلب الشمالي".

ويضيف: "نعيش اليوم مأساة حقيقية، خاصة أن أكثر من قوة عسكرية اجتمعت على ثوارنا بريف حلب الشمالي، فالروس والإيرانيون والنظام يستخدمون سياسة الأرض المحروقة".

مثل حال الحاج عبد الله هناك الكثير، ممن أصبح لا يعول  على أحد، إلا على الدعاء مراراً وتكراراً بالخروج من هذه المحنة.

ماذا تفعل المنظمات المعنية؟

تتبادر لأذهان النازحين أسئلة مشككة بعمل بعض المنظمات السورية والهيئات المعارضة، حسب ما يقول البعض، لكن من يقترب منها ويرى تفاصيل العمل الذي تقوم بشكل يومي، يلاحظ بعض الصعوبات.

يؤكد محمد كيلاني المسؤول عن معبر باب السلامة، أن تأسيس مخيمات ليس أمراً سهلاً، موضحاً: "قررنا أن نؤسس مخيماً طارئاً في الشهر الثامن من السنة الماضية، لكن رغم ذلك لا يستوعب الكم الهائل للنازحين".

ويضيف: "المنظمات الدولية التي تدعم جهودنا لا يمكنها أن تقدم شيئاً لنا إلا إذا رأت أن الكارثة حلّت وأصبح هناك حاجة ملحّة لبناء المخيمات، وهذا الأمر من أكبر الصعوبات التي نواجهها، فلو تمكنا من إنشاء مخيم احتياطي قبل أن تحصل أزمة النزوح، لكنا استفدنا منه في تخفيفها اليوم".

الأزمة الإنسانية مستمرة، قرب الحدود السورية التركية، والتي تتمثل بنزوح نحو 150 ألف مواطن سوري من البلدات والمدن التي تشهد قصفاً جوياً واشتباكات عنيفة، ولا يسمع من يعيشها اليوم، إلا تنديدات الدول والمنظمات الدولية حسب كلامهم.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق