تحديان يواجهان المجالس المحلية في إدلب!

تحديان يواجهان المجالس المحلية في إدلب!
تحقيقات | 16 فبراير 2016

تنشط المجالس المحلية في إدلب وريفها، رغم العوائق التي تعترضها أثناء العمل، في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون بالمجالس إن المشكلتين الأساسيتين لعملها، والأكثر تأثيراً بهم، هي عدم اهتمام الداعمين لمشاريعهم إضافة إلى القصف الجوي الذي يعيق نشاطهم.

في المقابل يرى مواطنون متابعون لأعمال المجالس، أن هناك العديد من المشاريع الضرورية للتنفيذ، في ظل عدم استطاعة المجالس توفير التغطية المادية للقيام بها.

أسئلة كثيرة طرحتها روزنة على ممثلين في المجالس المحلية بإدلب وريفها، الأجوبة تكاد تنحصر بين البحث عن دعم للمشاريع والحديث عن مشاريع صغيرة تم تنفيذها في بعض المناطق، بينما يتهم أحد المواطنين ممثلي المجالس بأنهم يميزون بين ريفي إدلب الشمالي والجنوبي، فالأول فقير بالخدمات، بينما الثاني يُصرف عليه معظم الدعم. بحسب المواطن.

أبو زياد ابن مدينة إدلب يقول لروزنة: "فكرة المجالس المحلية كانت جيدة نوعاً ما، وتلعب إلى الآن الدور الرديف بعد تلك التي كانت موجودة أيام وجود النظام في المنطقة، لكنها تفتقر كثيراً لموضوع الخدمات، فما تقدمه بسيط جداً لكنه برأيي جيد بالبداية".

المجالس والعسكرة

يؤكد عضو المكتب التنفيذي بمجلس محافظة إدلب علي سلطان لراديو روزنة، أن مهمة المجالس الأساسية، هي تأمين المستلزمات الأولية للأهالي من كهرباء وماء وتعليم وصحة وصرف صحي.

وماذا عن علاقة المجلس بالفصائل العسكرية؟، يجيب سلطان: "لا يوجد أي ربط بين المجلس المحلي والفصائل العسكرية، فالأخيرة غالباً ما تكون منشغلة على جبهات الاشتباك، ونحن كمجالس مدنية نقوم بتقديم خدمة ولا نؤثر على آراء الفصائل، علاوة على أن مهمتها بعيدة عن مهام المجالس المحلية".

ويوضح سلطان، أن هناك مشاكل كثيرة وعقبات عديدة تواجه عمل المجالس، أهمها الحاجة الكبيرة للخدمات، التي يقابلها ضعف الموارد غير القادرة على تغطية جوانب الخدمات بشكل كامل، مضيفاً: "أما المشكلة الثانية فهي القصف الجوي الذي يضرب القرى والبلدات بريف إدلب، وهذا الأمر يساهم في تخريب المباني، ما يزيد من العقبات في وجه عملنا".

بلدة محرومة من الخبز!

يعاني أهالي بلدة كفر عويد في ريف إدلب، من عدم توفر الخبز، بسبب تعطل فرن البلدة منذ زمن، والسبب عدم توفر مادة الطحين إضافة إلى ارتفاع الكلفة التشغيلية للفرن، أما مجلس البلدة، فيقف عاجزاً أمام المشكلة محاولاً عبر مبادرات شعبية، أن ينجز بعض المشاريع في المنطقة.

المهندس أحمد الشمالي رئيس المجلس المحلي بالبلدية يوضح لروزنة:" الدعم المقدم للمجلس متواتر وغير مستمر، وهذا ما أوقف فرن البلدة، لكننا نحاول كمجلس محلي أن نقدم الخدمات بالاستعانة بما يتوفر لنا من دعم "طبعاً إن وجد"، لكن معظم الأحيان نضطر إلى الاستعانة بالمبادرات الشعبية لتغطية حملات خدمية مثل النظافة وترقيع الطرقات".

القصف أهم عوائق عمل المجالس

لا تقتصر مشاكل المجالس المحلية في إدلب وريفها، على انعدام أو قلة الدعم الواصل إليها من أجل تنفيذ مشاريعها، بل تتعداها لتشمل القصف الجوي الذي يطال بلدات ومدن وأحياء إدلب وريفها.

"المجلس يعاني من معضلتين أولهما القصف الجوي المستمر والذي لم ينقطع عن كفرزيتا" يقول منور معيوف، رئيس المجلس المحلي في كفرزيتا، بريف ادلب.

أما المعضلة الثانية حسب منور، فهي قلة الدعم المادي وضعفه، "منذ خمسة أشهر من تشكيل المجلس لم يتلق أي دعم مادي، لا من مجلس محافظة ولا من وزارة ولا من أي منظمة أخرى".

كيف يبدو مستوى الخدمات؟

مواطنون في مدينة إدلب، تحدثوا لروزنة أكثر عن مستوى الخدمات التي تقدمها المجالس للمواطنين، والاقتراحات التي بحوزتهم.

مصطفى غريبي أحد مواطني مدينة إدلب يؤكد: "نلمس نشاطات المجالس المحلية كتقديم بعض الخدمات، لكنها تفتقر إلى دعم الجمعيات الخيرية لها"، مضيفاً أن أهالي المدينة بحاجة إلى العديد من المشاريع الضخمة، كحفر بئر أو توزيع مولدات الكهرباء، من أجل تلافي مشكلتين وهما انقطاع المياه والكهرباء.

أما حسام بكور وهو مواطن من كفرنبل أبدى رأيه بالقول: "الخدمات التي تقدمها المجالس المحلية في شمال إدلب أفضل من تلك التي تقدمها في ريفها الجنوبي، وهي لا تقارن أبداً، وكأننا نرى أن هناك طرفان في ريف إدلب وهما شمالي وجنوبي، فالأول يأتيه معظم الدعم والثاني فقير بذلك".

يوجد 160 مجلساً في إدلب وريفها 148 مجلساً، منها فعّال بينما البقية توقفت عن العمل، وكانت تشكلت في 1-1-2012، أما مصدر اعتمادها على الدعم فهو المنظمات الدولية والمشاريع الاستثمارية.

مهام كثيرة تنتظر المجالس المحلية، ومشكلة تحد يمكن أن يكون مصيري، في ظل تزايد الحاجيات الأساسية للمدنيين وضعف الإمكانيات المتاحة للمجالس، لكن في ذات الوقت لا زال العمل جارياً على حدب وصوب حسب كلام القائمين على المجالس، عن طريق تنفيذ مشاريع صغيرة أو تأهيل حملات شعبية تطوعية تقوم بإنجاز خدمة ما.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق