سوريون في شوارع بيروت.. بيع الورود والعلكة في قلب الخوف!

سوريون في شوارع بيروت.. بيع الورود والعلكة في قلب الخوف!
تحقيقات | 09 فبراير 2016

لجأ بعض السوريين في لبنان، إلى التسول في شوارع العاصمة بيروت، من أجل تحصيل قوت يومهم، فيما افترش بعضهم الطرقات بيوتاً، وآخرون حملوا الورود والبضائع الصغيرة لبيعها، ويتعرض كثير منهم لمواقف محرجة من المارة، ومهينة في بعض الأحيان، لكن ظروفهم الصعبة، أجبرتهم على ما يفعلون.

قصص من الشارع!

هربت أم محمد من سوريا إلى لبنان، بعد ان هدم بيتها في قصف للنظام السوري. حاولت أن تجد عملاً في لبنان، لكنها لم تستطع.

تقول أم محمد: "لم أستطع الحصول على شهادة بديلة عن شهادتي التي كنت أعمل بها في سوريا، ولم أجد أحداً تقبل حالتي، لا الجمعيات ولا المفوضية ولا الدولة اللبنانية، قدموا لي شيئاً أو سألوني عن حاجتي".

وتضيف: "نزولي إلى الشارع اضطراري لبيع الورد والمحارم، من أجل العيش في هذا الغلاء بلبنان، رغم مذلتنا التي لم نذقها أبداً في سوريا حتى في ظل الحرب والقصف".

لا يختلف حال أم رمضان، عن أم محمد، فهي الأخرى تتواجد في شارع الحمرا وسط بيروت، منذ ثلاث سنوات، تبيع الورود، لتعيل أبناءها.

"لدي ثمانية أطفال كلهم دون الـ16 من العمر، لم يدخلوا المدرسة سوى هذه السنة، ولا يوجد لهم معيل والدهم، هناك الكثير من المصاريف لم نجد لها حلاً من أجل أن نكف عن بيع الورود".

ولم تخف أم رمضان، تعرضها للكثير من المضايقات خلال عملها، "لم نسلم من ألسنة الناس، نصف الوقت نقوم بمراقبة المكان خوفاً من الاعتقالات، أو أخذنا إلى مخافر الشرطة وإرغامنا على دفع ضبط المخالفة، نتمنى أن يأتينا رسول لينقل معاناتنا، فقد مللنا من حفظنا للشوارع والناس" تؤكد السيدة.

ما رأي مفوضية اللاجئين؟

الاستقرار هو حلم معظم السوريين الذين التقتهم روزنة، في شوارع بيروت، كحال أم وائل، التي تتساءل عن الجهات المعنية، والمنظمات الدولية.

"إلى أين نذهب؟ وماذا نفعل؟ وهل هناك أي طريقة لنعيش خارج حدود المذلة ؟ لم تقبل مفوضية اللاجئين أن تساعدني في أجار البيت أو تخصص لي معاشاً، طلبت منهم المساعدة من دون تسولي في الشوارع أو السفر، فلم يكن رد الموظفين إلّا الاستهتار والصريخ في وجهي لكثرة ذهابي إلى المركز". تقول أم وائل.

بعد حديث أم وائل وغيرها، توجهت روزنة إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، حيث أكد المتحدثة باسمها، دانا سليمان، على أهمية إقامة برامج مشتركة للاجئين السوريين ومساعدتهم.

هل قامت المفوضية بواجبها تجاه السوريين في لبنان؟، سؤال أجابت عنه سليمان، قائلة: "لم نحصل على كامل المبلغ المطلوب لإكتفاء اللاجئين في لبنان العام الماضي، إذ أننا حصلنا على 50% بالمئة من المبلغ المطلوب لسد حاجيات اللاجئين الأكثر تضرراً، ويؤسفنا، أننا لا نملك برنامجاً خاصاً يهدف لمساعدة اللاجئين المتسولين".

وأضافت: "لدينا برنامج لحماية الأطفال من العمالة تتضمن مساعد عوائلهم، وبكلتا الحالتين لا نستطيع تغطية جميع الأطفال وجميع برامج المساعدة لهم، نعلم أن جميع اللاجئين مستضعفين إقتصادياً وغير اقتصادياً، ولكن برامج المساعدة والميزانية لا تسمح بأن تُطال الجميع للأسف، ونحن بطبيعة الحال نقوم بإتخاذ قرارات صعبة بمساعدة عوائل على حساب عوائل أخرى".

ماذا عن السلطات اللبنانية؟

وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل اللبنانية، قالت عكس ما قاله اللاجئون السوريون، حيث قال ممثلها هيثم الصياد، إن للوزارة دورٌ فعال دائماً في تحسين أوضاع المتسولين في شوارع لبنان.

وأكمل حديثه: "سنحاول قدر المستطاع أن نعمل لأجل حمايتهم وخصوصاً الأطفال، بالبرامج التي نملكها بإعادة تأهيلهم وتعليمهم بالمهن التي يختارونها، ولكن "يدٌ واحدة لا تصفق" يجب على باقي المنظمات والجمعيات المعنية بهذا الشأن المساعدة في نشر الوعي، على أن الأطفال يملكون مهارات يمكن استثمارها في المستقبل ليصبحوا منتجين وتتغير النظرة بهم للحياة".

ولكن، ماذا عن اعتقالات وزارة الداخلية اللبنانية للمتسولين، ومن يبيعون الورود في الشارع من السرويين، أوضح الرجل، "نحن حريصون بالدفاع عن المتسولين إذ تم احتجازهم، وفي حال أعلمنا بأنه تم اعتقال أحدهم نقوم بإرسال أشخاص معنيين لكي يتم المعاملة مع الموقوفين بشكل إنساني، ومن دون أي ردات فعل سريعة من قبل إحدى العناصر".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق