كانت "البسطات" تملأ أرصفة الشوارع الرئيسية في مدينة عفرين الواقعة شمال حلب، وتضيّق المجال أمام المارة على تلك الأرصفة، قبل افتتاح السوق الشعبي هناك.
الشاب خليل أصلان كان أحد أصحاب تلك "البسطات"، يبيع عليها الإكسسوارات والماكياج، رغم الظروف البيئية المختلفة، وذلك بسبب غلاء استئجار المحال التجارية، وضعف إمكاناته المادية.
يذكر الناس بـ"سوق المدينة" في حلب
تجوّلت روزنة في السوق، الكثير من أهالي عفرين والنازحين إليها، يرتادونه، بسبب تواجد مختلف البضائع فيه، ألبسة وأغذية، وقيمتها المناسبة لهم.
يقول خليل: "كان أمراً جيداً عندما فكر أصحاب الشأن العام بإنشاء هذا السوق، لأننا كأصحاب بسطات كنا نعاني من الوقوف على الأرصفة، في ظل البرد والمطر والثلج، كما أن أصحاب المحال التجارية في الشوارع الرئيسية، كانوا يمنعوننا من إقامة البسطات أمام محالهم ويتذمرون من هذه المسألة التي كانت تسبب لهم إحراجاً أيضاً".
ويوضح خليل أن الوضع حالياً أفضل من السابق بكثير، لأن السوق يحوي نحو 150 دكاناً صغيراً، إضافة إلى أنه مسقوف ويشبه إلى حد بعيد "سوق المدينة" في حلب، حسب قوله.
سوق للدراويش
التقت روزنة ببعض مرتادي السوق، وسجلت آراءهم ببضائعه وأسعارها. "نحن نتسوق في هذا السوق لأن أسعار السلع أرخص من المحال التجارية، بمعدل ألف إلى ألف وخمسائة ليرة سورية، لذلك أنا أشتري كل احتياجات عائلتي من هذا السوق"، يقول أحد المتسوقين.
ويوضح شخص آخر يشتري من المكان: "أنا أتسوق هنا لأن أسعار الأغراض رخيصة بالمقارنة مع أسعار الأسواق الأخرى، وكل شيء متوفر هنا ويلبي حاجات الناس والدراويش من الألبسة والفواكه".
إحدى المتسوقات، أكدت أن هناك فرق واضح بالأسعار بين هذا السوق وخارجه، مضيفةً: "وجدت قطعة من البضائع في خارج السوق، رأيتها هنا أيضاً ولاحظت أنها أرخص رغم أنها بنفس الجودة".
التخطيط لبناء أسواق أخرى
يؤكد هابيل مقداد الإداري في اتحاد السوق، التابع لمؤسسة المجتمع المدني بعفرين، أن إنشاء السوق الجديد حل معضلة البسطات بنسبة كبيرة جداً، وأن المؤسسة تخطط لإنشاء أسواق مماثلة، بهدف التخلص نهائياً من ظاهرة البسطات، ومساعدة ذوي الإمكانيات المادية الضعيفة، في إيجاد مصدر رزقٍ في ظل الظروف التي تشهدها البلاد.
وعن الأسباب التي دفعت مؤسسة المجتمع المدني في عفرين، إلى إنشاء هذا السوق، يقول هابيل: "التضخم السكاني في مدينة عفرين وتفشي ظاهرة البسطات في الشوارع، وتسكيرها للأرصفة أمام المشاة، دفعتنا لإيجاد المكان المناسب، وقمنا بالتنسيق مع البلدية وباقي إدارات المجتمع بعفرين واقترحنا عليهم إقامة سوق شعبي، لإزالة ظاهرة البسطات من الشورع ومساعدة أصحابها".
ويضيف: "تتراوح آجارات الدكاكين في سوق عفرين الشعبي، بين الـ(4-5) آلاف ليرة سورية".
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة عفرين، ورغم الحصار الذي تتناوب على فرضه أطراف عدة، تشهد حركة تجارية نشطة في كافة المجالات، وذلك بسبب الأمان النسبي وتوافد النازحين من المناطق المجاورة في ريف حلب الشمالي على المنطقة، والذين يقدر عددهم بحوالي المائة ألف نازح، كما تشهد المدينة والنواحي الست التابعة لها إقامة أسواق متنقلة على امتداد أيام الأسبوع.