الظروف الجوية تفرض إضراباً طبيعياً على مدارس دمشق

الظروف الجوية تفرض إضراباً طبيعياً على مدارس دمشق
تحقيقات | 30 يناير 2016

تزامناً مع العاصفة الثلجية، والمنخفض الجوي القطبي الذي ضرب سوريا، أحجم عدد كبير من أهالي التلاميذ في دمشق، عن إرسال أبنائهم إلى المدارس الأسبوع المنصرم، بسبب عدم تجهيزها بوسائل التدفئة. حتى باتت شوارع العاصمة، وكأنها في ظل إضراب عامٍ!

ولم تحذُ وزارة التربية في حكومة النظام، حذو نظيراتها في دول الجوار السوري، التي تعيش نفس الظروف الجوية القاسية، حيث أغلقت المدارس الرسمية والخاصة فى لبنان أبوابها، من الاثنين الماضي إلى يوم الأربعاء بسبب العاصفة الثلجية "تالاسا"، كذلك الأمر بالنسبة لفلسطين حيث تم تمديد العطلة الانتصافية بسبب العاصفة الجوية.

أنس مواطن يسكن في البرامكة وسط دمشق، رفض أن يرسل ابنه إلى المدرسة بسبب عدم وجود مدفأة في مدرسة الملكة بلقيس، إضافة إلى وجود نافذة مكسورة في الصف، لم يتم إصلاحها منذ الفصل الأول، كما يقول.

وكذلك الأمر بالنسبة لسعيد، حيث أضاف على كلام أنس أن الخوف من العدوى بأمراض الشتاء (انفلونزا، رشح، وما شابه)، دفعه لمنع ابنه من الدوام منذ مطلع الأسبوع.

كما حذر طبيب الأطفال بلال عبد الدايم من خطورة بقاء المدارس دون وسيلة للتدفئة، وما له من عواقب وآثار سلبية على التلاميذ وصحتهم، موضحاً: "أغلب الحالات التي تمر على عيادتي هم من فئة التلاميذ في المرحلة الابتدائية، وبحكم اكتظاظ أكثر من 45 تلميذاً في غرفة صفية غير مهواة بشكل جيد لأن الأساتذة يمتنعون عن تهويتها للحفاظ على الدفئ الموجود ولعدم وجود وسيلة تدفئة، ما يسهل عملية انتقال الفيروسات والميكروبات من تلاميذ مصابين إلى من هم معافين".

إلا أن هناك طبقة من السوريين في دمشق نازحين من مدن أخرى، يعيشون تلك الموجة من الصقيع بشكل استثنائي، فلا سقف منزل يحميهم من برودة الطقس التي قاربت به درجات الحرارة -10 في دمشق، وأضحوا مشردين في حدائق العاصمة، بعد أن هربوا من حرارة الحرب ليكتووا بصقيع قارعة الطرقات. علب الكرتون في الفراش والغطاء وسيلة التدفئة فيما بعد، يأكلون ما يتركه لهم المارة، ومن ما تقدمه الجمعيات الخيرية.

ظاهرة التشرد من الظواهر التي غزت شوارع دمشق في الآونة الأخيرة، على الرغم من الظروف الجوية الصعبة التي تعيشها البلاد،  ومن خلال التنقل يمكنك أن تشاهد نماذج مختلفة من المشردين، تتراوح أعمارهم بين مختلف الأعمار بعضهم مجهول الهوية.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق