ارتفعت أسعار المأكولات الشعبية في سوريا، بسبب الظروف الحالية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد، لما يزيد عن 10 أضعاف، لتصل سندويشة الشاورما في دمشق إلى 350 ليرة، في حين كان متوسط سعرها قبل خمسة أعوام 35 ليرة، بينما وصل سعر سندويشة الفلافل "رسمياً" إلى 200 ليرة، بعد أن كان سعرها لا يتجاوز الـ20 ليرة.
تعودنا
في استطلاع رأي أجرته روزنة، على مختلف سكان دمشق من كافة الطبقات، حول ارتفاع ثمن المأكولات الشعبية، كان أول جواب نحصل عليه: "تعودنا – عادي – أزمة واستغلال – وقفت على الأكل ما كل شي ارتفع ما ضل غير الهوا ما ارتفع سعره".
سماح طالبة جامعية مقيمة بالعاصمة، تقول: "لازال هناك سندويش بأسعار رخيصة وهي (سندويش البسطات) لكن من يود تناولها احتمال إصابته بأي مرض معوي كبير جداً، وبالتالي ما وفره سيدفع كعلاج"، مضيفةً: "السبب في الغلاء هو قلة الرقابة وعدم وجود تسعيرة موحدة، دائماً نسمع أن حماية المستهلك تصدر قرارات بالالتزام بالتسعيرة سواء بالمحلات أو الأسواق التجارية والمطاعم، لكن لا حياة لمن تنادي لهذه القرارات فالأسعار (نار وكوي)".
ويشتكي سكان دمشق، من مزاجية التسعير في محال بيع الأطعمة، لدرجة أصبحت فيها الأسعار غير معقولة، وسط غياب قوانين صارمة تكون رادعاً لأصحاب هذه المحال.
"لشو روحة المطاعم والوجبات السريعة، حتى البوفيه بالمدرسة الأسعار (نار) معروفين حرمية من قبل الأزمة كيف هلأ وما في رقابة والله ما في مطعم إلا وبيربح الأضعاف"، يؤكد يوسف، طالب في الصف الثانوي بدمشق.
لمشاهدة الانفوغرافيك بدقة عالية (اضغط هنا)
السعر حسب المنطقة
كلام سماح ويوسف، أقنع أسامة في جانب منه، وهو غياب الرقابة وارتفاع الأسعار، لكنه أضاف أن الأسعار تخضع أيضاً للمكان، فسندويشة فلافل في منطقة الطلياني وسط العاصمة، يصل سعرها لنحو 200 ليرة، أما في الميدان فيبلغ سعرها بين 100 و125 ليرة.
ويضيف أسامة: "يمكننا اعتبار الفلافل إلى الآن أكلة شعبية في سوريا، أما الشاورما فباتت بمثابة الحلم لدى الكثيرين، فسعرها اليوم 300 ليرة وهي حمل ثقيل على أي شخص وخاصة من لديه عائلة".
لكن العامل أبو زهير، المقيم في حي الصناعة، يرى أن ارتفاع أسعار "سندويش الدرويش والذي هو الفلافل والمقالي"، لم يكن مفاجئاً، بل ارتفع بشكل تدريجي وغير صادم، موضحاً: "زحمة الزبائن على محلات الفلافل لم تتغير بشكل كبير، فالسندويش رغم ارتفاع أسعاره إلا أنه لا يزال سهل المنال".
الفول والفتة في الطريق إلى الانقراض
صحن الفول الذي اعتاد عليه أهالي سوريا عامة، والدمشقيون خاصة، لاسيما يوم الجمعة، مهدد حالياً بالزوال عن موائدهم بسبب الأسعار، حيث وصل سعر الكيلو منه إلى 200 ليرة.
"أكلة الفول الأسبوعية أو الفتة أصبحنا نحسب لها كثيراً، ففي آخر مرة قمنا بإعدادها كلفت حوالي ألف ليرة، فإذا كان الفطور سعره كذلك فما بالك في الغداء أو العشاء الذي اختصرته معظم الأسر من قائمة الوجبات"، تقول أم أسامة، ربة منزل مقيمة في دمشق، وتضيف: "ان شاء الله عمرها ما تكون هالأكلة بلاها".
الألف ليرة التي قالت أم أسامة إنها ثمن طبق الفول، مخصصة لأربعة أشخاص، "كيلو ونصف فول بـ300 ليرة علبة اللبن 160 ليرة، الطحينة 200 ليرة، البندورة 225 ليرة، ناهيك عن الزيت والمخلل والخبز". توضح أم أسامة.
أسعار رسمية
أصدرت محافظة دمشق يوم 22 كانون الأول 2015، قراراً حددت بموجبه أسعاراً جديدة للمأكولات الشعبية، حيث حددت سعر كيلو المسبحة بالطحينة نسبة 30%، بـ300 ليرة، والفول المسلوق بـ200 ليرة، والحمصّ المسلوق بـ200 ليرة.
ويلاحظ من الأسعار الجديدة ارتفاعها، واعتبر مصدر من داخل المحافظة لا يمكن الشكف عنه لأسباب أمنية، أن اللائحة الجديدة تحصيل حاصل، ولا أهمية لها في الإطار العام، ولاسيما أن البائع رفع الأسعار وحده دون انتظار قرار المحافظة.
ويختم حديثه: "حتى بات المواطن آخر الأولويات بالنسبة لموضوع الأسعار، ومصلحة التاجر والبائع هي الأهم، ورفع الأسعار مستمر سواء بقرار أو دونه، ولكن القرار أعطى غطاءً قانونياً للارتفاع القادم للأسعار".
لمشاهدة الانفوغرافيك بدقة عالية (اضغط هنا)