إلى أين توجهت أرتال "النصرة" في حلب؟

أرتال لجبهة النصرة
أرتال لجبهة النصرة

سياسي | 29 يناير 2016 | أحمد ورد - يمان خطيب

كثفت "جبهة النصرة"، خلال الأيام الماضية، من وجودها العسكري في حلب، وأرسلت أرتالاً ضخمة من المقاتلين والآليات إلى المدينة، بعد إقامة عدة حواجز جديدة لها داخل المدينة وعلى مداخلها، مما أثار موجة واسعة من الانتقادات والاحتجاجات بين صفوف الناشطين والفصائل المقاتلة.

بدأت "جبهة النصرة، قبل أيام، بتنفيذ عملية انتشار داخل مدينة حلب، وعلى مداخلها، ونصب حواجز ومقرات جديدة بشكل مفاجئ ومكثف، حيث نصبت "النصرة" حواجز لها في عدة مناطق، منها الكلاسة والصالحين، وأكبرها عند طريق "الكاستيلو" مدخل المدينة من الجهة الشمالية.

تكفير وتخوين الثورة

أثارت هذه العملية، توجساً كبيراً لدى فصائل المعارضة المسلحة والناشطين في حلب، خصوصاً أنها تلت مقالاً لأحد أبرز شرعيي النصرة "أبو فراس السوري"، الذي أعلن تكفير وتخوين جميع الفصائل ودعا لقمع المخالفين وقتالهم.

ودعا "أبو فراس"، في مقاله إلى قمع مخالفيه "المرتدين العملاء الرويبضة"، كما أنه وصف كل من رفع علم الثورة السورية بـ"الطغام"، وكلمة "الطَّغَامُ" تدل على "أرذل الناس وأوغدهم"، بحسب قواميس اللغة العربية.

أحد الناشطين في حي بستان القصر، قال لروزنة: إن "مضايقات جبهة النصرة ازدادت خلال الفترة الأخيرة، فقد أقامت العديد من الحواجز للتدقيق على المدنيين، ولترفع من جاهزية النصرة، في حال حصل أي اشتباك مع فصائل أخرى"، لافتاً أن "جبهة النصرة بدأت أيضاً بحملة دعوية واسعة في أحياء المدينة، لنشر فكرها وفكر تنظيم القاعدة".

وبعد أيام من إقامة الحواجز الجديدة التابعة لـ "النصرة"، اعتقل عناصرها على طريق الكاستيلو، كلاً من "صبري السكران" و"أحمد كبصو" من "الجبهة الشامية" التابعة للمعارضة المسلحة، بحسب ما نشر الكاتب والباحث السوري "أحمد أبازيد".

وقال "أبا زيد" الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، في تغريدة على حسابه في موقع (تويتر)، "هل هذه مهمة حواجز جبهة النصرة الجديدة في حلب؟، اعتقال الثوار وتهديد الفصائل، الرأي العام عند الناس يتداول ذلك، يجب نفي ذلك عملياً لا تأكيده".

أرتال ضخمة.. إلى حلب

وتبع إقامة هذه الحواجز، إرسال "النصرة"، أرتالاً ضخمة من السيارات محمّلة بمقاتلين ومدجّجة بأسلحة متوسطة والثقيلة، وهي تشقّ طريقها باتّجاه مدينة حلب وتدخل إلى أحيائها، بحسب ما أظهرت مقاطع مصورة نشرها على موقع "تويتر" حساب "مراسل حلب" التابع للنصرة.

"النصرة" عزت رسمياً، إرسال هذه الأرتال إلى ضرورة تعزيز جبهات حلب لحمايتها من الحملة العسكرية التي يحضر لها جيش النظام السوري، إلا أن هذا التبرير لم يقنع نشطاء المدينة وقادة الفصائل، خاصةً أن تعزيز جبهات القتال يتطلب التحشيد على خطوط التماس في أرياف حلب وليس داخل المدينة.

وأفادت مصادر ميدانية لروزنة، بأن عدد مقاتلي "النصرة" ضمن هذه الأرتال، يقدر بنحو ألفي مقاتل، قدموا من إدلب وريفها، حيث توجه أكثر من ألف مقاتل مع عدة آليات عسكرية إلى ريف حلب الشمالي، فيما توجه البقية إلى مدينة حلب وريفها الجنوبي.

من جهة أخرى، قال الناشط الإعلامي "تامر عثمان"، لروزنة: إن "وصول جيش النظام إلى مبتغاه في حلب، يعني التفرغ لإدلب معقل النصرة والفصائل الإسلامية.. النصرة رأت استباق الأحداث والتصدي للنظام في المواقع التي وصل إليها أخيراً في ريفي حلب، وبالتالي منعه من التقدم أكثر والوصول إلى إدلب بشكل كامل".

وأردف بالقول: "أضف إلى ذلك، تزايد نفوذ قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري، وتحريرهم للمحرر، الوضع معقد في حلب، وأعتقد أنّ النصرة تحاول أن تضع توازناً للقوى في المدينة لصالح فصائل المعارضة"، على حد وصفه.

فيما يتخوف ناشطون، من أن يؤدي دخول "النصرة" إلى تفاقم الحالة الأمنية، وتطور الخلافات مع الفصائل المسلحة إلى اشتباكات، كما حصل في أكثر من مكان.

يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق