شهد حي الزهراء الحمصي يوم أمس الثلاثاء، تفجيرين، أحدهما بسيارة مفخخة، لم تكن تابعة للهلال الأحمر، كما راج في المكان خلال الأيام الماضية! وسبّبَ خوفاً بين السكان.
بعد تفجيري حي الزهراء اللذين وقعا في 12 و28 كانون الأول الماضي، بواسطة سيارتين كانتا للهلال الأحمر، شعبة تدمر، عاش الأهالي حالة خوف وقلق، بعدما عرفوا أن ثالث سيارات الهلال، التي فُقدت من شعبة تدمر، لا تزال في قبضة تنظيم داعش، ولم يعرف عنها شيء، حتى بعد تفجير أمس.
أمنيات محققة ومخاوف باقية!
"أتمنى ألا يكون التفجير التالي قريباً من بيتي أو من مدرسة أولادي" تقول حسناء من حي الزهراء الحمصي، وتضيف لروزنة: "التفجير محتمل في أية لحظة، لذا نأمل بإلقاء القبض على الفاعلين قبل فوات الأوان، ما من شيء يستحق أن يموت أطفالنا فداءه".
مخاوف حسناء تحققت يوم الثلاثاء لكنها لم تزُل، فالسيارة التي ضربت أمس حي الزهراء، لم تكن تابعة للهلال، بالتالي سيارة المنظمة الثالثة التي حصل عليها التنظيم من تدمر، ما زالت غير معروفة المصير، ما يفرض على مهند، خوفاً من اقتراب أي سيارة إسعاف منه.
ويؤكد الشاب: "أصبحت سيارات الهلال ترمز للموت بدلاً أن ترمز للصحة والحياة في الزهراء، كل شيء في الحي تشوه".
"الهلال" في مرمى الاتهامات
ما أن وقع التفجير الأول في 12 الشهر الماضي، وصرحت مصادر محلية أنه تم بواسطة سيارة تابعة للهلال الأحمر، حتى بدأت أصابع التخوين تتجه إلى فرع الهلال الأحمر في حمص، وتحمله المسؤولية التفجير.
فما كان من وسائل إعلامية محلية مثل موقع يسمى "تلفزيون الخبر"، سوى شحن الأجواء واتهام المنظمة بالكذب والتلفيق والتهرب من المسؤولية، مطالباً بوضع جميع سياراتها ضمن خانة التفتيش. الموقف الذي تبنته بعض الأوساط المحلية في حمص أيضاُ.
وتجددت اتهامات التخوين والتواطؤ، من قبل ما يعرف بـ" اتحاد صفحات حمص الوطنية"، على فيسبوك، عقب التفجير الثاني في 28 كانون الأول، والذي راح ضحيته 30 شخصاً على الأقل، أغلب الحملات جاء بشكل دعوات للتضييق على العاملين في المنظمة.
"الهلال" يرد على طريقته
على الفور وبعد وقوع التفجير في 28 كانون الأول الماضي، أصدر مكتب الهلال الأحمر في حمص بياناً يفضي فيه مسؤوليته عن التفجير، الذي ارتكب بواسطة سيارة لا تعود ملكيتها له حالياً حسبما قال، مؤكداً أنه ليس لدى المنظمة أي معلومات عن السيارة منذ تاريخ فقدنها خلال أحداث تدمر.
"لسنا في صدد الدفاع عن هذه الاتهامات الساذجة، ولا نعلم من في صالحه الإساءة إلى صورة الهلال الأحمر، لأننا نقف على حياد من كل الأطراف، لكن يروق للبعض زجنا في طرف، وإطلاق اتهامات ضدنا، خاصة فيما يتعلق بعملنا الإنساني في المناطق المحاصرة" تقول قائدة فريق في منظمة "الهلال الأحمر العربي السوري"، فرع حمص.
وتعقيباً على ما يتداوله الناس، ترى القائدة أن احتمال انفجار سيارة هلال ثالثة في حمص، ليس من شأن المنظمة، موضحة: "الهلال أبلغ عن سيارته التي خرجت عن سيطرته، وأعلم الأجهزة الأمنية بأرقام لوحاتها، والباقي ليس عمله!".
بعد حوادث التفجير، يتوجب اليوم على سيارات الهلال الأحمر أثناء المرور على الحواجز التابعة لقوات النظام، الانتظار طويلاً، للخضوع لتفتيش كامل والتحقق من هويات العاملين، في حين أن الحل واضح بالنسبة للعاملين ولا يتطلب كل هذه الإجراءات.
وحول ذلك يقول عضو في المنظمة :"هناك 13 سيارة إسعاف تابعة للهلال في محافظة حمص، ومعروفة أرقام لوحاتها أيضاً، ولا داعي للاشتباه فيها، لذا هذه التشديدات لحفظ ماء الوجه فقط".
الشارع ما زال خائفاً
ترى هيام أن تشديدات أمنية متينة اُتخذَتْ مؤخراً، بعد مظاهرات حمص عقب تفجيري حي الزهراء، في حين يطرح إياد تساؤلاً مهماً أثناء حديثنا معه: "إذا كان الإرهابيون غير مضطرين لتعديل السيارات أو تغيير لوحاتها للدخول وتخطي الحواجز الأمنية جميعها، فما بالنا لو تم ذلك؟".
ويضيف الشاب: "إن كان لأحد في الهلال الأحمر صلة في تفجيرات حمص، فهذه مهمة الأجهزة الأمنية للكشف عنه، لذا إطلاق اتهامات هنا وهناك لن يجدي نفعاً، أما إن تحققت مخاوف الأهالي فعلاً وحصل التفجير الثالث بسيارة الهلال، بإمكاننا القول حينها على الدنيا السلام".