ريف حماة.. ديدان في المياه!

ريف حماة.. ديدان في المياه!
تحقيقات | 19 يناير 2016

تتزايد في قرى وبلدات ريف حماة الجنوبي، الإصابة بأمراض الكلى والمرارة، نتيجة المياه الملوثة غير الصالحة للشرب،  وما من شخص يجري تحليلاً بسيطاً، إلا و قد يظهر في كليتيه آثار رمل أو حصى أو التهاب.

ظهور ديدان في المياه

خالد رزوق أحد أهالي ريف حماة الجنوبي، يؤكد لروزنة أنه في بعض الأحيان، يظهر ديدان في مياه الشرب نتيجة الحصار الخانق، الذي تفرضه قوات النظام على هذه المناطق بشكل عام وتمنع دخول أي شيء.

ويضيف: "يتم التخلص من الديدان بغلي المياه وتصفيتها، إلا أن أغلب شبكة المياه والخزانات في المنطقة مدمّرة، فإن كان ولا بد أن تأتي المياه فهي ستصل غير نظيفة نتيجة دخول الأوساخ والديدان لها وعدم توفر مواد معقمة".

ويوضح أنه في بعض الأحيان، يتم استخدام الآبار الزراعية للشرب، وهي معدة لسقاية النباتات، و غير قابلة للتحليل والتعقيم.

أسباب تدهور وضع المياه

سليمان أبو محمد، مسؤول الخدمات في المجلس المحلي الموحد لريف حماة الجنوبي، المتمثل ببلدة عقرب وقرى طلف وجنان وزيادة وتقسيس، وغيرها.

يقول الرجل: "قوات النظام تمنع دخول مخصصات هذه المناطق من الكلور ومعدات تصليح شبكات مياه الشرب، الأمر الذي أدى إلى اختلاط مياه الشرب مع الصرف الصحي في بعض المناطق، إضافةً إلى عدم عودة الموظفين إلى عملهم بعد عودة المدنيين إلى مناطقهم".

ويضيف أبو محمد أنه بعد سيطرة المعارضة على مناطق ريف حماة الجنوبي تلك، بقيت القرى مهجورة فترة من الزمن، ولم يكن يتواجد في المنطقة سوى مقاتلو الجيش الحر، وبسبب القصف العنيف تهدم جزء من خزانات المياه الاسمنتية، وتضررت شبكات مياه الشرب تحت الأرض لدرجة أنها اختلطت في بعض الأحيان بالصرف الصحي، ولم يشكل هذا الموضوع مشكلةً كبيرة لفترة من الزمن.

ويتابع أبو محمد: "عودة المدنيين النازحين بعد أن ضاقوا ذرعاً من التهجير والنزوح، أصبح هذا الموضوع يشكل ظاهرةً خطيرة، فقد عاد قسم كبير من الأهالي إلى بيوتهم غير آبهين بالقصف، المجلس المحلي قام بتصليح الهدم والتخريب بالشبكات ولكن لم يستطيع بسبب حجم الدمار الكبير وقلة الإمكانات وعدم توفر مادة الكلور اللازمة لتعقيم المياه".

عدد الإصابات نتيجة تلوث المياه

يفيد الطبيب أنور علي، العامل في النقطة الطبية الميدانية في عقرب  بجنوب حماة، أن أكثر من 75 حالة التهاب كلى حاد لم يستطيعوا تقديم أي مساعدة لها.

"هذا الارتفاع بنسبة الحالات سببه تلوث مياه الشرب بالإضافة إلى 12 حالة تسمم، فالوضع المائي في ريف حماة الجنوبي كارثي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى" يؤكد الطبيب.

مصابون لا يبالون بالموت

الكثير من الأهالي، فضلوا البقاء في مناطق المعارضة بريف حماة الجنوبي، رغم أمراضهم، كمسعف أبو كنان، مقيم في جنوب حماة، مصاب بالتهاب الكلى الحاد، يعيش تحت القذائف والبراميل المتفجرة، التي تلقيها طائرات النظام.

"لا نفع إن كان مات نتيجة القصف أو المرض فالموت واحد وكل شيء هو من عند الله" يختم حديثه.

تلوث المياه وإصابة المدنيين بأمراض الكلى والحصيات بات أمراً يهدد حياتهم، إلى جانب قصف قوات النظام المستمر على بلداتهم، واستمرار دوران المعارك، في ريف حماة الجنوبي، ما ينذر بكارثة إنسانية.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق