باشرت جامعة حلب الحرة بالعمل، بعد قبول الطلاب ضمن المفاضلة الثانية، التي أعلنت عنها عقب تأسيسها، ليبدأ مئات الطلبة المقبولين بالتحضير للبدء بالدوام.
ويسعى القائمون على جامعة حلب الحرة، لجعلها بديلاً عن جامعة حلب، التي تقع في مناطق سيطرة النظام بالمدينة، خاصة أن هناك آلاف الطلبة في المدينة وريفها، انقطعوا عن الدراسة لأسباب كثيرة.
مناطق المعارضة حرمت الجامعة!
الطالب محمد إبراهيم أحد الشبان الذين حصلوا على شهادة الثانوية العامة، منذ عامين، لكنه لم يستطيع التسجيل في الجامعة، بسبب ظروف شخصية كما يقول، لكن عاد الأمل له بعدما سمع بافتتاح جامعة حلب الحرة، خاصة أن القائمين عليها هم أكاديميون ذوي خبرة.
جامعة حلب الحرة التي تتوزع كلياتها ومعاهدها في حلب وإدلب وريفهما، تأسست هذا العام بسبب انقطاع الطلاب الجامعيين عن الدراسة، خاصة بعد الضغوط الأمنية من قبل النظام التي تعرض قسم كبير منهم لها في جامعة حلب.
الأستاذ الجامعي محمد كامل يقول في حديثه لروزنة: "نظراً لتوقف الطلاب عن الدراسة بسبب ملاحقتهم من النظام، كان من الضروري إقامة جامعة تعيد للطلاب الأمل بالعودة للدراسة".
ويضيف: "واجهتنا صعوبات وعوائق عديدة منها القصف الجوي الذي يطال المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، إضافة لضعف الإمكانيات المادية، لكننا بذلنا مجهوداً كبيراً حتى أصبحت الجامعة جاهزة لاستقبال الطلاب وهنالك إقبال كبير عليها، لكن ما ينقصنا الآن زيادة الدعم المالي لافتتاح فروع جديدة".
هل الجامعة معترف بها؟
تبدو الجامعة الحرة، بادرة خير كما يصفها البعض من شباب حلب، معتبرين أنها أفضل الموجود حالياً، لكن تبرز التساؤلات لديهم بمدى الاعتراف بالشهادة الصادرة عن الجامعة، وهل ستلقى اعترافاً أم لا؟ حتى الآن، لم يعترف بها أحد، لكنّها حل بالنسبة لبعض الشبان.
الناشط الإعلامي مجاهد أبو الجود يقول لروزنة: "تفتقد جامعة حلب الحرة للمستوى المطلوب رغم أننا بظروف حرب، لكن هناك مستوى معين لا بد على الجامعة أن تصل له، وفي كل الأحوال تجربة تأسيس جامعة في مناطق سيطرة المعارضة جيدة، خاصة أن هذه المناطق لا تحتوي على جامعة تضمن لنا إكمال دراستنا إلى أن تأسست جامعة حلب الحرة".
ويتمنى الشاب، أن ترتقي الجامعة وتحقق النجاح، وبحسب تعبيره: "هذا شرط أساسي لارتقاء المجتمع، فنحن في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بحاجة ملحة للأشخاص الأكفاء الذين يملكون خبرات عالية، وشهادات علمية كي يقودوا المجتمع".
ماذا عن موقف المعارضة، توجهنا بالسؤال الأسئلة لعبد الكريم عثمان، المسؤول عن المكتب التعليمي السابق في مجلس محافظة حلب الحرة، والذي أيّد تأسيس الجامعة.
وحول ذلك أضاف: "كان لابد أن تؤسس جامعة تعليمية في القسم الخاضع لسيطرة المعارضة من قبل، وإلى الآن هناك ضعف بالإمكانيات المادية، فالدعم ضعيف والكوادر ضعيفة، ونتمنى من مجلس المدينة والجهات المختصة وجميع المسؤولين دعم هذه الجامعة بكل السبل المتاحة كي يصبح لدينا جامعة حرة تنافس تلك الموجودة بمناطق النظام".
وأشار إلى أن الطلاب المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، سينتقلون للدراسة بجامعة حلب الحرة في حال فرضت نفسها بقوة، وأهم ما يؤمن ذلك، هو الاعتراف الدولي بالشهادات الصادرة عن الجامعة.
يذكر أن جامعة حلب الحرة كان قد أسسها أكثر من خمسين أكاديميياً معظمهم منشقون عن جامعات النظام في حلب ودمشق وإدلب وحمص واللاذقية والفرات، وبدأت بالعمل في الثاني عشر من شهر كانون الأول عام 2015.