"ورقة" مركز ثقافي في أحياء حلب القديمة

"ورقة" مركز ثقافي في أحياء حلب القديمة
تحقيقات | 13 يناير 2016

في أحياء حلب القديمة وبين ركام الدمار الذي حل بها، بادر نشاطون هناك بافتتاح مركز ثقافي، يُعنى بإحياء التراث الحلبي الأصيل، مطلقين عليه اسم مركز "ورقة" الثقافي.

وعن السبب الذي دفعهم لإقامته بين الأحياء القديمة لمدينة حلب، يقول المنسق العام لمركز ورقة محمود عبد الرحمن لروزنة: "جاءت فكرة المركز للمحافظة على تراث حلب، الذي يات اليوم شبه منقرض، ولأنّ المراكز الثقافية الموجودة حالياً لا تهتم بهذا الشأن".

وبحسب عبد الرحمن، بدأت الفكرة من قبل فريق ماس التطوعي، وهو فريق يتألف من 14 شاباً وفتاة، بهدف نشر العلم والثقافة في مناطق المعارضة بحلب، لمواجهة سياسية التجهيل التي ينتهجها النظام السوري بشكل منظم، من خلال قصف المراكز الثقافية والمدارس.

يضم المركز قاعتين مجهزتين بالوسائل التعليمية للتدريب المهني، خاصة لمساعدة النساء، كتعليم الأعمال اليدوية، كالخياطة والتطريز، كما أنه سيقيم دورات لمحو الأمية وتعليم اللغات والمعلوماتية عبر مدرسين مختصين.

خدمات متعددة

عن الخدمات الأخرى التي سيقدمها المركز، تقول ريم يوسف المشاركة في تأسيسه لروزنة: "سيقدم المركز دورات في تعليم اللغة الإنكليزية والفرنسية والعربية، كما يوجد في المركز مكتبة متاحة للجميع، وسيتم من خلال المكتبة مناقشة كتاب كل شهر تقريباً، إضافة لنادي السينما الذي سيعرض أفلاماً عن الثورة وسيتم مناقشته وربطه بواقع الثورة السورية".

ومن جانب آخر، يواجه القائمون على المركز تحديات كبيرة، منها القصف اليومي الذي تتعرض له مدينة حلب، والصعوبة في الحصول على الكتب التي تغني مكتبة مركز ورقة، حيث أن الكثير من المكاتب دمرت جراء قصف النظام لمناطق المعارضة، ففي  شهر أيار من عام 2013، دمرت قذائف النظام المكتبة الوقفية في الجامع الكبير، التي تحتوي على ألاف المخطوطات والكتب النادرة.

ومن جهة ثانية، فإن المركز يفتقر للدعم الذي يحتاجه كي يستمر عمله على النحو المطلوب، خاصة وأن القائمين على مركز ورقة الثقافي يرفضون أن يتبع لجهة سياسية أو حزب أو تجمع.

ويطمح العاملون في مركز ورقة، أن يتم نقلُ التجربة لمدن ريف حلب الشمالي، والاستمرار في العمل الثقافي وسط الدمار والحرب.

يذكر أن المركز، افتتح يوم 14 كانون الأول، شارك بالافتتاح المنشد الحلبي "أحمد حبوش" بحضور عشرات المثقفين والناشطين من أهالي حلب، تخلله وصلات راقصة لفرقة المولوية.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق