التحق العديد من الشباب والشابات الذين لم يكملوا دراستهم بسبب الحرب، بمعهد التمريض والقبالة، الذي افتتح برعاية الاتحاد الدولي للمنظمات الطبية الإغاثية (UOSSM)، في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام جنوب سوريا. مدة الدراسة في المعهد تصل إلى عامين دراسيين، ويُعتمد فيه المنهاج الذي يدرس في دبلوم التمريض السوري.
يستفيد عشرات الطلبة، من معهد التمريض والقبالة في الجنوب السوري، المختص بتدريب وتأهيل ممرضين وممرضات، ورفد المشافي الميدانية فيهم.
يؤكد مدير المعهد محمد أبو نبوت، أن المشروع انطلق العام الماضي بسبب الحاجة، إلى وجود كوادر طبية، مضيفاً: "كان لدينا مجموعة من الكادر المتخصص الطبي، تعاونّا مع بعض وقمنا بتأسيس المعهد، وعند الانطلاق كان هناك إقبالاً جيداً من الطلاب والطالبات".
تعرف على كواليس المعهد
تقوم منظمة اوسم برعاية المشروع وتطويره، حيث استقبل المعهد هذا العام أكثر من 120 طالباً وطالبةً.
وحول مناهجه يقول أبو نبوت: "قمنا باعتماد منهاج دبلوم التمريض المعتمد لدى الدولة السورية، تم تقديم المشروع للاتحاد الدولي للمنظمات الطبية الإغاثية (UOSSM)، تمت مقابلات بيننا وبين المسؤولين بقسم التدريب والتأهيل، بعد شهر تمت الموافقة وعملنا على تنفيذ المشروع بشكل كامل".
وتصل مدة الدراسة بمعهد التمريض والقبالة في الجنوب السوري، إلى عامين دراسيين، كل عام عبارة عن 9 أشهر، يتم فيه تدريس مواد نظرية معتمدة، وهي برنامج الدبلوم والتمريض، المعتمد لدى المناهج السورية، وبالنسبة للتدريب العملي، هناك مخابر يتم فيها تدريس الطلاب في المعهد.
هل توجد فائدة؟
الكثير من الشباب والشابات في مناطق درعا لم يكملوا دراستهم، بسبب ظروف الحرب، انضم بعضهم للمعهد، بالإضافة للراغبين بالعمل ضمن المجال الطبي، وتابع الطلاب برامج المعهد ومنهاجه.
الطالب سعد يؤكد لروزنة: "السبب الأول لانتسابي إلى المعهد، هو الملاحقة الأمنية، وعدم قدرتي على المضي بالجامعة، وهذا الأمر تطلب مني عدم المتابعة دراسياً، والأسباب الأخرى، التي دفعتني، هي بسبب الوضع الراهن الذي نعيش فيه، كان عندنا نقصاً كبيراً وشاسعاً في هذا المجال، كنقص الإطباء والمسعفين والجراحين".
ويعتمد المدرسون في المعهد، على الجانب العملي، حيث يتم تطبيق الدروس، في المشافي الميدانية كتدريب عملي، لزيادة الاستيعاب لدى الطلبة.
"تعلمنا خلال السنة الماضية الأمور الأساسية تصاعدياً، مثلاً: تعلمنا القثاطر البولية، القثاطر الوريدية، خياطة الجروح، الحقن العضلي، الحقن الوريدي، تعلمنا إنعاش القلب الرئوي السي بي ار"، يقول الطالب عبد الرحمن.
ويضيف: "هذه الأمور تصادفنا كثيراً، وخاصة بالقصف العشوائي، فالنظري ندرسه هنا بالمعهد كأساسيات، والعملي نقوم بتطبيقه وننزل على المشافي الميدانية القريبة، ونتعلم فيها واستفدنا استفادة كبيرة".
تعتبر هذه المشاريع، الرافد الأول للمشافي بالمجال الطبي، في مناطق سيطرة المعارضة بالجنوب السوري، حيث يسعى القائمون على المعهد، ويأملوا أن يكون هناك اعتراف رسمي من قبل المنظمات الطبية بشهادة المعهد، لزيادة فعالية هكذا مشاريع في بناء مؤسسات المجتمع المدني السوري.