كيف أثر القصف الروسي على التجارة بحلب؟

كيف أثر القصف الروسي على التجارة بحلب؟
تحقيقات | 07 يناير 2016

بعد إسقاط تركيا لإحدى طائرات موسكو الحربية، تأثر الأهالي في حلب بالضربات الجوية الروسية، التي استهدفت المدينة وريفيها الشمالي والشرقي بشكل مكثف، ما أدى إلى إضعاف الحركة الاقتصادية في المنطقة.

تعتمد حلب بشكل رئيسي على تأمين البضائع والأغذية، من معبر باب السلامة، الكائن في إعزاز شمال المدينة، فأي استهداف لهذا الطريق، يؤثر سلباً على المنطقة.

ما دور القصف الروسي؟

يقول التاجر الحلبي أحمد دوبا: "الطيران الروسي يقصف برادات الشحن، فمنذ أيام استهدف شاحنات تجارية، إذا قلنا أن انقطاع البضائع الخدمية أمر لا يشكل مشكلة كبيرة لدينا، لكن الغذائيات التي يتم نقلها عبر هذه السيارات فوجودها أمر أساسي في حياتنا، وانقطاعها يسبب أزمة كبيرة".

ويعقب على موضوع إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا، "نحن لم نسقط الطائرة الروسية، بل مقاتلة تركية، فلماذا ينتقم منا الروس؟".

وشملت آثار قطع الطيران الروسي للطرق التجارية، عزوف الكثير من سائقي الشاحنات الكبيرة عن العمل، خوفاً من أن تُستهدف شاحناتهم بالقصف.

أبو خالد خرمة، أحد سائقي الحافلات، يؤكد: "لدي شاحنة أعمل عليها على طريق إعزاز – حلب وبالعكس، أحمل معي مواداً غذائية، لكن بعدما بدأ القصف الروسي توقفنا ولم نستطع أن نكمل عملنا، ما أدى إلى انقطاع رزقنا".

ويرى أبو خالد أن الدول الكبرى تتقاتل مع بعضها، متسائلاً:" ما هو ذنبنا نحن السوريون، ما هو ذنبنا كي تقصف نقاطاً قريبة من المعبر رغم أنه معبر إنساني؟".

إعزاز على مرمى القصف!

مدينة إعزاز كانت ملاذاً آمناً لكل مدني بالشمال السوري، بسبب قربها من الحدود التركية، الأمر الذي جعل طيران النظام السوري سابقاً، يحترز من قصفها خوفاً من المضادات الجوية التركية، لكن إسقاط الطائرة الروسية، أحدث ردة فعل مشحونة بالغضب من قبل موسكو، حسب رأي مطلعين.

وبدأت روسيا بقصف اعزاز بشكل مكثف، موقعة الكثير من المدنيين، بين ضحايا وجرحى.

من جهة أخرى، أثّر القصف المكثف من الطيران الروسي على شلّ الحركة الاقتصادية في المنطقة، خاصة أن مدينة إعزاز، هي منفذ حلب الاقتصادي بعين الكثير من التجار.

"المدينة كانت مركزاً اقتصادياً هاماً يدخل عن طريقها البضائع التركية، وتتوزع إلى مدن وبلدات ريف حلب إضافة لأحياء المدينة" يقول صبحي رحموني، أحد أبناء اعزاز.

ويضيف: "معظم النازحين إلى أعزاز وجدوا لهم عملاً فيها، لكن القصف الروسي أجبر بعض المدنيين على إغلاق محالهم التجارية خوفاً على حياتهم".

ما رأي أهالي حلب؟

التقت روزنة بعض أهالي حلب، للاطلاع على آرائهم فيما يخص التأثر الاقتصادي عليهم، بسبب قصف الطيران الروسي المكثف على مناطقهم.

الناشط الإعلامي فادي الحلبي يقول "إن أهالي حلب يعتمدون اليوم على الواردات من معبر باب السلامة، هذا ما تبقى لهم وهذا ما يستهدفه الطيران الروسي، وكأنهم لا يريدون أن تصلنا المواد الغذائية والأدوية".

أما السيدة أم عبدو فتعبر عن رأيها: "الروس ضربوا بالطيران المنازل السكنية وقصفوا المناطق الحدودية، استهدفوا الشاحنات الإغاثية، لم نعرف إلى أين سنذهب مستقبلاً".

فيما ترى سلام أحمد من سكان حي كرم الجبل:" زعماء العالم يتقاتلون في أرضنا والسوريون يدفعون الثمن، وانتقام الروس من الشعب السوري واضح للعيان".

وتبقى المعاناة مستمرة مع كل يوم يعيشه السوريون في ظل الأوضاع الراهنة، فيما يأمل من بقي على قيد الحياة أن يتم خلق حلول إيجابية في المستقبل القريب، تخفف على الأقل من معاناة السوريين.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق